القارة هي إحدى القرى الشرقية للأحساء وتقع على بعد حوالي 10 كم من الهفوف و 140 كم جنوب غرب الدمام و 300 كم شرق الرياض.
جبل القارة، الذي سمي على اسم القرية المجاورة، هو هذا الجبل الجيري الرائع، الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 210 مترًا فوق مستوى سطح البحر ويغطي مساحة 1400 هكتار، والذي يمتاز بمظهره الفريد.
تبلغ مساحة قاعدته حوالي 14 كيلو متر مربع، وتتكون من صخور رسوبية ذات لون ضارب إلى الحمرة. كما أن درجة حرارة الكهوف شبه ثابتة ومعتدلة على مدار العام وتبلغ حوالي 20 درجة مئوية، مصحوبة بتدفق هواء لطيف وبارد من داخل الكهوف المميزة للجبل إلى خارجه.
إذا كنت تخطط لزيارته، فهو يقع على بعد حوالي 15 كيلومترًا شرق الهفوف، على الحافة الشرقية لهضبة شدقم.
لماذا يعتبر جبل القارة بهذه الأهمية الكبيرة؟
للوهلة الأولى، قد تفترض أن جبل القارة هو مجرد جبل عادي، ولكن هناك الكثير مما قد تتوقعه، ففي عام 2018، تم اختياره كمرشح للتراث العالمي، فلماذا يعتبر جبل القارة بهذه الأهمية الكبيرة؟
وذلك لأنه يضم عجائب طبيعية بما في ذلك كهوف تصنف إلى ثلاثة أنواع، والنوع الأول ناتج عن الانحلال والتعرية، وهو نوع شائع من الكهوف الجيرية الموجودة في جميع أنحاء المملكة، النوع الثاني هو نتيجة الانهيار بسبب التعرية والطقس وإزالة الطبقة السفلية، النوع الثالث ناتج عن الأعطال الزلزالية وعوامل التهوية.
حتى وقت قريب، كان يُعتقد أن السكان المحليين كانوا يستخدمون الكهوف لأسباب مختلفة، بما في ذلك دروس القرآن للأطفال وأماكن حفلات الزفاف. واليوم، تتم صيانة بعض هذه الكهوف من قبل الجهات المعنية بالسياحة، مع إضافة مقاهي ومحلات تجارية وجلسات.
يعد التسلق إلى قمة جبل القارة متعة للمغامرين، حيث توفر مناظر خلابة لواحة الأحساء القريبة، ولكن يوصى من قبل السلطات المحلية بالمشاركة في هذا النشاط فقط مع مرشد متمرس.
تاريخ جبل القارة
عندما يتعلق الأمر بالتاريخ، فإن هذا الجبل يقدم الكثير، فقذ كشف علماء الآثار عن أدلة على وجود مستوطنات قديمة حول المنطقة يعود تاريخها إلى 5000 عام قبل الميلاد، لكن هذا ليس كل شيء، فهناك عدد قليل من الأساطير الأخرى التي تحظى بشعبية بين السياح، حتى أنه بعد التجديدات الأخيرة، شهدت المنطقة إطلاق متحف “أرض الحضارة” الذي يهدف إلى إعادة سرد الأساطير حول جبل القارة.