عندما تمثل دوراً لا يليق بك
وترتدي ثوباً ليس بمقاسك،
وتنتحل شخصيةً غريبةً عنك،
وتصم أذنيك أمام صوت عقلك
حتّى تضمن وجودك في قلب إنسان لا يستحقك،
فليس غباءً أن تتعلق بإنسان لدرجة
أن تبذل له التضحيات بلا حدود،
فكل منّا لديه حكاية خاصّة به
يتقاسم بطولتها مع إنسان آخر،
يبذل فيها الغالي والرخيص
حتّى يضمن استمرارها؛
ولكن الغباء أن تسمح
أن يصل بك الحال لقبول
دور يتعارض مع قيمك، صدقك،
ووفائك، أن تسمح بأن يختار دورك
ويرسم أحداثك وتفاصيلك
وفقاً لمصالحه باسم الحب والصداقة،
وأن تمنحه العطاء بلا حدود،
وأنت تدرك أنّه مصدر الضياع في حياتك
فهو يغتال مشاعرك، وأحاسيسك،
ويهين وفائك، وصدقك،
ولا يتوانى في استغلالك،
مدركاً لحجم المساحة التى يحتلها في قلبك،
وعلى الرغم من أنّك تدرك ذلك في أعماقك
إلا أنّك تفضّل إغماض عينيك عن الحقيقه المؤلمة؛
رغبةً منك في التمسّك بأطراف علاقة
تأمل أن يصلح حالها
حتّى لا تواجه الفراغ المخيف الذي سيخلّفه بغيابه،
وأن تستيقظ على صوت تحطّم قلبك، وتبعثر أشلائه،
ربما تقبل أن تكون الضحيّة
في علاقة أنت الطرف الأنقى منها آملاً بالتغيّر؛
ولكن ألا تدرك أنّه لا بد للقطار
أن يتوقّف عند محطة الندم يوماً ما،
محاسباً ومعاتباً لك على إهدار مشاعرك على إنسان لا يستحق،
لا يهتم، ولا يبالى بك،
فيزور ذاكرتك ليعرض سذاجتك أمامك،
ويهديك لحظات ندم قاسية،
فلماذا تقبل بعلاقة تكون فيها مجرد وسيلة،
فالحب والصداقة علاقة أسمى
من أن يكون الخداع طرفاً فيها