وتعد حارات الجامع الأزهر امتدادًا للأروقة التي خصصت للطلاب المصريين والوافدين، والحارات المتعلقة بالجامع هي عبارة عن جهات بها الخزائن والدواليب موضوعة
لقد مرَّ الجامع الأزهر بالعديد من الزيادات والإصلاحات والتطوُّرات المعماريَّة به، وتُعدُّ حارات الجامع الأزهر امتدادًا للأروقة التي خُصِّصت للطلاب المصريِّين والوافدين، والحارات المتعلِّقة بالجامع هي عبارةٌ عن جهاتٍ بها الخزائن والدواليب موضوعةٌ في نهاية المقصورة القديمة وخلافها، فتجد بعض طوائف المجاورين لهم خزائن في جهاتٍ مخصوصةٍ تُعرَف بهم، ويُسمُّونها حارة كذا.
وكان لكلِّ حارةٍ شيخٌ ونقيبٌ وخزَّانٌ ومجاورون، وكان لكلٍّ من هؤلاء مرتَّباتٌ ثابتةٌ كالأروقة.
حارات الأزهر هي الممرات والأماكن التي كانت تُوضَع فيها الخزائن والدواليب، وكان بهذه الحارات طاقات يحفظ الطلبة فيها ملابسهم وأمتعتهم، وكانت هذه الحارات تقع بالقرب من المقصورة القديمة، وكان لكلِّ حارةٍ شيخٌ ونقيبٌ يُشرفان على سلامة خزائنها ودواليبها.
وتُعَدُّ هذه الحارات امتدادًا للأروقة، ولا تختلف عنها إلَّا في استذكار الدروس، وعدم المبيت فيها، وقد خرج على هذه القاعدة فيما يختصُّ بعدم المبيت طلبة المنوفيَّة؛ إذ كانوا يتناوبون قضاء الليل في حارة الزهار إمعانًا منهم في الحرص على سلامة محتويات دواليبهم وخزائنهم.
وقد كان عدد الأروقة والحارات في القرن التاسع عشر 26 رواقًا و 14 حارة، والأسماء التى تُطلق على هذه الأروقة والحارات تنقسم إلى ثلاثة أقسام تبعًا للجنس أو المذهب أو الأقليم، ويبلغ عدد حارات الأزهر أربع عشرة حارة: حارة البيجوميَّة، حارة العفيفي، حارة الزراقنة، وحارة البشابشة، حارة السليمانيَّة، حارة الجيزاويَّة، حارة الدكة والمنبر، حارة الممشى، حارة النفاروة، حارة الزهار، حارة الواطية، حارة الشنوانيَّة، حارة المناصرة.
وتقع حارة البشابشة بظهر رواق المغاربة، وحارة السليمانيَّة على يمين داخل باب الشوام، وحارة الدكة بظهر القبلة القديمة، وحارة الممشى بالطرقة الموصلة من باب الجوهريَّة إلى باب الشربة، وحارة النفاروة بجوار رواق دكارنة صليح، وحارة البيجوميَّة بجوار حارة النفاروة، وحارة العفيفي بين أبواب المقصورة، وحارة الزرقانيَّة بجوارها.
ويذكر علي باشا مبارك أنَّ حارة الشنوانيَّة كانت رواقًا من أروقة الأزهر، وكان يُعرف برواق الأجاهرة ورواق الواطية، وكلُّ السجلات الخاصَّة بأروقة الأزهر وسجلات الجرايات ذكرت أنَّها حارةٌ ولم تذكر أنَّها رواق، وعلى الرغم من ذلك فيُمكن التوفيق بين ما ذُكِر وبين ما أوردته السجلات: بأنَّ حارة الشنوانيَّة كانت تشتمل على رواق الأجاهرة، ورواق الواطية، وحارة الشنوانيَّة؛ لأنَّ التجديدات المعماريَّة من وقتٍ إلى آخر في الجامع الأزهر كانت تُحدِث تغييرًا في بعض المباني، وقد حدث مثل ذلك عندما شُرِع في بناء الرواق العباسي سنة (1313هـ= 1896م) في عهد الخديو عباس حلمي الثاني (1892-1914م) ونُسِبَ إليه.