تُعد تيماء من أغنى محافظات منطقة تبوك نظرًا لموقعها الاستراتيجي على الطرق التجارية القديمة، ووجود العديد من الآثار التي تعود لمئات السنين. ومن بين هذه الآثار -كما يكشف المرشد السياحي “عقلا الربيعة” لـ”سبق”، قصر الحمراء وهو أحد القصور التي تعود إلى الحضارة البابلية، وهو مُطِل على بحيرة تيماء التي تسمى في وقتنا الحالي منطقة الصبخة، وهي مجمع للمياه التي تتجمع من الأودية التي تصب في هذه البحيرة من جميع الاتجاهات.
ويضيف “الربيعة” أن القصر يرتبط به سور تيماء الأثري، وهذا السور يحيط بمدينة تيماء من جميع الاتجاهات، بمسافة تُقدر بـ١٠ إلى ١٥ كيلومترًا مبنيًّا من الحجارة واللبن والطين، ويبلغ ارتفاعه أكثر من عشرة أمتار، ويقل ارتفاعه في بعض الأجزاء إلى المتر الواحد وعرضه يتراوح من المتر إلى المترين. وأوضح أن قصر الحمراء سُمي بهذا الاسم نسبة للصفة التي بُنِيَ عليها القصر، وهي من اللون الأحمر، وكذلك الحجارة التي بُنِي بها القصر من الحجارة الحمراء المحيطة بالمنطقة، وهو قصر أثري يعود بناؤه إلى الألف السادس قبل الميلاد في عهد الملك البابلي نابونيد، الذي استوطن في تيماء لأكثر من عشر سنوات، ويقع القصر شمال غرب محافظة تيماء التابعة لمنطقة تبوك، وتم اكتشافه عام ١٣٩٩هـ من قِبَل فريق الآثار والمتاحف. وأشار “الربيعة” إلى أن القصر بُنِيَ من الحجارة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ أحدها استُخدم للعبادة، والآخران لخدمة سكان القصر؛ مؤكدًا أنه قد تم اكتشاف العديد من القطع الأثرية؛ منها نقوش آرامية وثمودية ونبطية وبعض المسكوكات، ومن أهم هذه القطع مسلة تحمل نصًّا آراميًّا، وكذلك مكعب يحتوي على مشاهد دينية ويسمى “مكعب الحمراء”.