الله جل جلاله وحده هو القوي ،ولا قوي سواه ،
وكل قوة في الأرض في الذوات والأشياء ،
مستمدة من قوة الله ،
تأييداً ، أو استدراجاً ، أوتسخيراً ،
لحكمة بالغة عرفها من عرفها ،
وجهلها من جهلها .
قال تعالى:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً ،
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ ،
وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ ،
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ،
أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً ، وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾
[ سورة البقرة الآية : 165 ]
لذلك.....
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف .
كن عضواً في جمعية الأقوياء ،
ولا تكن رأساً في قطيع النعاج.
قد تبدو ضعيفاً ؛ لأنك قبلت أن تكون ضعيفاً ، فعشْ كما تريد ،
ولكن لا بد من أن تعلم أنه بإمكانك أن تصبح قوياً ،
وأن تتعافى من شعورك بالضعف .
إن الأقوياء بالحق هم السعداء ، والضعفاء بالباطل هم التعساء !
واعلم يقيناً أن الشيء الذي لا تستطيعه ،
هو الشيء الذي لا تريد أن تكونه .
القوّة مطلب أساسي ، وإلا فلا قيمة للحياة من دون قوة .
إن القوّة مصدر للثقة ، والثقة لا توجد إلا في قلوب الأقوياء .
وإذا أردت القوّة الحقيقيّة فابحث عن قوّة
لا تحتاج إلى غيرها إنها قوة الله عز وجل.
إن الجبن والخور ، والاستكانة والاستسلام ، والانهزامية والذلّ ،
وجميع المفردات ، في قاموس الضعف ، مرفوضة في حياة الأقوياء ؛
فأنت كائن لم تُخلق لتكون مسلوب الإرادة ، بارد الهمّة.
تأمّل دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل و الجبن والبخل
وغلبة الدين وقهر الرجال ))
عليك ألاّ تتردّد لحظة في الانتساب " لعضوية نادي الأقوياء "،
فلديك عملاق ينام بين جنبيك ؛ فابحث عنه ،
حتى لا تموت ، وأنت تعيش بين الأحياء !
ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء
تأمّل في البعوضة : إنها لا تبدو بالنسبة إليك شيئاً مذكوراً ؛
لكنها أقوى منك ، حينما تصر البعوضة من دون كلل أو ملل ،
في البحث عن منفذ في جلدك .
لكن السؤال المهم ، في هذا الموضوع :
كيف نبحث عن القوة ، ونحن ضعفاء ؟
الضعف قد ينطوي على قوة مستورة
إن الحديث عن القوة النابعة من الضعف ، ليس دعوة إلى
الرضا بالضعف ، أو إلى السكوت عليه ،
بل هو دعوة لاستشعار القوة ،
حتى في حالة الضعف ، إذن يجب أن نبحث في كل مظنة ضعف ،
عن سبب قوة كامنة فيه ، ولو أخلص المسلمون في طلب ذلك لوجدوه ،
ولصار الضعف قوة ، لأن الضعف ينطوي على قوة مستورة ،
يؤيدها الله في حفظه ورعايته ، فإذا قوة الضعف ،
تهد الجبال ، وتدق الحصون ، كما ترون وتسمعون .
أنت قويّ ، هذا سر ضعفك ، وأنا ضعيف ، هذا سر قوتي !
لذلك نستطيع أن نقابل القنبلة الذرية ، بقنبلة الذُرية ،
أي بتربية جيل واع ملتزم ينهض بأمته ،
ويعيد لها دورها القيادي بين الأمم .
إن أشكال القوّة متنوعة ، وإن أبعادها مختلفة ،
ومن الصعب الحديث عنها جميعاً ، ولكن نشير إلى أشهر
هذه القوى تفصيلاً حيناً
وإجمالاً حينا آخرً .
والحمد لله رب العالمين ~
HkQj rQJ,d ,iQJ`h sQJv qQJut; > Hkaf sQJv ,iQJ`h qQJut; rQJ,d