01-21-2015, 11:49 PM
|
|
|
|
شرح حديث لا حسد إلا في اثنتين
عن ابن مسعودٍ رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( لا حسد إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله
مالاً، فسلطهُ على هلكته في الحق،
ورجلٌ آتاه الله حِكمة، فهو يقضي بها ويعلمها)) متفق عليه.
الشـــــــــــــــــــــرح
وهذه الأحاديث كلها وكذلك الآيات تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يبذل
ماله حسب ما شرع الله عز وجل، كما جاء في الحديث الذي صدر به
المؤلف هذا الباب؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( لا حسد إلا في
اثنتين)) يعني لا غبطة، ولا أحد يغبط على ما أعطاه الله سبحانه وتعالى من
مال وغيره إلا في اثنتين فقط:
الأولى: رجل أعطاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق، صار لا يبذله إلا
فيما يرضي الله ، هذا يحسد؛ لأنك الآن تجد التجار يختلفون ، منهم من ينفق
أمواله في سبيل الله، في الخيرات، في أعمال البر
، إعانة فقير، بناء مساجد، بناء مدارس ، طبع كتب، إعانة على الجهاد، وما
أشبه ذلك. فهذا سلط على هلكته في الحق.
ومنهم من يسلطه على هلكته في اللذائذ المحرمة والعياذ بالله، يسافر إلى
الخارج فيزني، ويشرب الخمر، ويعلب القمار، ويتلف ماله فيما يغضب الرب
عز وجل، فالذي سلطه الله على هلكة ماله في الحق هذا يغبط؛ لأن الغالب
أن الذي يستغني يبطر ويمرح ويفسق، فإذا رؤي أن هذا الرجل الذي أعطاه
الله المال ينفقه في سبيل الله؛ فهو يغبط.
والثانية: رجل آتاه الله الحكمة يعني العلم، الحكمة هنا العلم كما قال الله
تعالى: (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
)(النساء:113) ،(( فهو يقضي بها ويعلمها الناس)) يقضي بها في نفسه وفي
أهله، وفي من تحاكم عنده، ويعلمها الناس أيضاً، ليس يقتصر على أن يأتيه
الناس فيقول : إذا جاءوني حكمت وقضيت؛ بل يقضي ويعلم، ويبدأ الناس
بذلك، فهذا لا شك أنه مغبوط على ما آتاه الله عز وجل من الحكمة.
والناس في الحكمة ينقسمون إلى أقسام:
قسم آتاه الله الحكمة فبخل بها حتى على نفسه، لم ينتفع بها في نفسه، ولم
يعمل بطاعة الله، ولم ينته عن معصية الله، فهذا خاسر والعياذ بالله، وهذا يشبه
اليهود الذين علموا الحق واستكبروا عنه.
وقسم أخر أعطاه الله الحكمة فعمل بها في نفسه، لكن لم ينفع بها عباد الله،
وهذا خيرٌ من الذي قبله، لكنه ناقص.
وقسم آخر أعطاه الله الحكمة فقضي بها وعمل بها في نفسه وعلمها الناس ،
فهذا خير الأقسام.
وهناك قسم رابع لم يؤت الحكمة إطلاقاً فهو جاهل، وهذا حُرم خيراً كثيراً،
لكنه أحسن حالاً ممن أوتي الحكمة ولم يعمل بها؛ لأن هذا يُرجى إذا علم أن
يتعلم ويعمل، بخلاف الذي أعطاه الله العلم، وكان عمله وبالاً عليه والعياذ بالله
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الحكمة والعلم النافع والعمل الصالح |
avp p]de gh ps] Ygh td hekjdk p]de [s] avp
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:07 PM
|