01-20-2015, 10:04 PM
|
|
|
|
|
هو حب .. كان حقا حبا
ارتسامات امس واليوم
لم أكن أعي وأنا صغير سبب تضايق والدي كلما تلقت أمي دعوة من عائلتنا لحضور عرس ،أوختان ، عقيقة ،او وكيرة .
كان يزعجه غيابها لدرجة أنه يتحول إلى إنسان أشبه بأخرس أبكم قلما يتكلم أو يتبسم،
إذ لم يكن قادرا على إخفاء اكتئابه رغم الدعابات التي كانت تطلقها عمتي المقيمة معنا ،
بكل ما أوتيته من شيطنة وسلاطة لسان من عبارات و تعليقات كنا ننفجر بعدها ضحكا ،
عساها تخرجه من تجهمه وعبوسه وصومه عن الكلام.
هكذا تعودت أن أرى أبي بيننا عند غياب أمي ،
أداة غير صالحة للاستعمال،يهمل حتى قضايا المتخاصمين، فلا هو يخرج للمحكمة ليباشر عمله كقاض،
ولا هو يدخل مكتبته التي ما تعود أن يقضي فيها الساعات إلا وأمي على أريكة أمامه تبادله الرأي ، تبحث معه حلولا لقضايا الناس ، تنقب في المراجع عن مدلول كلمة جنائية أو اجتهاد قضائي ..... .
تعود أمي فتعود البهجة إلى حياتنا ،ويصير أبي رجلا بشوشا ضاحكا ،
يوزع البسمات والدروس، يرد على صاع تدخلات عمتي بالصاعين ،
وكثيرا بحكم صغري وتجوالي داخل البيت بلا قيد أواحتراس ،ما أضبطها تغني،
أو ترقص له وهو هائم يردد معها مقاطع من أغنيته المفضلة:
طال انتظارك في الظلام ولم تزل عيناي ترقب كل طيف عابر
أو أغنية أم كلثوم : سلوا كؤوس الطلا
بلغت عقدي الثالث وأحيل أبي على المعاش ، وظل والدي الرجل الذي يقلق لغياب أمي ،
كما ظلت هي المرأة التي تلازمه في مكتبته، ترقص له، و تغني طال انتظارك.
توفي والدي ، وما زالت أمي الى اليوم و قبل أن تخرج لتلبية دعوة
تدخل مكتب أبي ، تحتضن صورته ، تتمتم وتتحرك في تثاقل وقبل أن تخرج من المكتب تمسح دمعات وحدي أعرف سببها
هو حب كان حقا حبا
i, pf >> ;hk prh pfh prh
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 12:20 AM
|