والتقينا ذات يوم
على وترٍ من غمام
سرنا الهُوَينى على دروب الحب
أبحرنا بين شوقٍ وحنين
تهنا ما بين حرفٍ وهمس
غرقنا معاً حد الثمل
حلقنا كنوارس البحر
بين السماء والأرض
وعلى شفا قبلة حانية
تهاوينا في وجل
تنفسنا الصعداء
ذبنا مع نسيم الأمل
انزوينا في مقعد قصيّ
بعيدٍ عن عيون البشر
مابين وداعٍ ولقاء
وأطلالٍ من وجع
امتدت منذ افترقنا
وإلى اليوم لم تزل
استوطن في قلبينا الحزن
غرقنا في بحرٍ من الألم
دثِّرني لبرهةٍ يا غياب
هاأنا أرتجف من البرد
فارقني الدفء
ضاقت بي الأرض رغم اتساعها
و السماء فقدت زرقتها
الغيم والمطر
الزهر والعطر
باتت مجرد مسميات عندي
بعد أن خبا بريقها
فارق الندى أكمام الزهر
سئم القمرمن السهر
غادر السماء ورحل
أصبح المكان خاوياً
منذ ابتعدت
والمقعد الذي احتضننا ذات يوم
شاغراً بعد أن نأيت
أرمق الأشياء من حولي
فأجدها ألواناً باهتة
تناثرت كجثة هامدة
على مسرح الحياة
أصبحنا كلحظات الغروب
سرنا على درب الأفول
رفعت الأقلام وجفت الصحف
هكذا أمسى حالنا
صفحاتٍ تطوى
وذكرياتٍ مؤلمة
برودة غياب
والمزيد من العذاب
غادرني نبض الالهام
ومدنٍ خاوية على عروشها
كنت وحدك من تمنحها سحرها
وتضفي عليها بريقها
وأعودُ إلى نفس المقعد
أتقلب على جمر الانتظار
أشم رائحتك وقد غمرت المكان
وعلقت على أكمام معطفي
في آخر مرة احتضنت بها يدي
أتنفسها بعمق
خدر يباغت كياني
أتخيلك أمامي
فتتوهُ الروح مني
أستعيدُ ذكرى تلك اللحظة
وكم أشتهي العودة
أحضنُ طيفك بشدة
وأحيا على أطلالك
مابقيَّ من عمري
]evkd gfvim Hdih hgydhf Ndih hgydhf