03-18-2022, 02:59 AM
|
|
|
|
زهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المال
زهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المال
حبب للناس المال، لكن زهده صلى الله عليه وسلم فيه عجيب!، قال أبو ذر رضي الله عنه: كنت أمشي
مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرّة المدينة، فاستقبلْنا أُحدًا، فقال: يا أبا ذر، قلت: لبيك يا رسول الله،
قال: «مَا يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ ( أي: ثلاثة أيام) وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ...»
ثم مشى فقال: «إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمُ الْأَقَلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا
وَهَكَذَا، عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ»(رواه البخاري).
ولما تكلم بعض الناس على تقسيم الغنائم قال النبي صلى الله عليه وسلم :
«إِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ»
(رواه أبو داود). أي إن الخمس الذي كان حقًّا له من الغنائم لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه لنفسه، بل كان يتصدق به على المسلمين!
ومع ذلك كله فقد كان لسانه صلى الله عليه وسلم لا يفتر أن يطلب دوام حال الكفاف
والزهادة، فيقول داعيًا ربه: «اللَّهُمَّ ارْزُقْ آلَ مُحَمَّدٍ قُوتًا» (رواه البخاري).
وعندما مات صلى الله عليه وسلم لم يترك قصرًا، ولا كنزًا، ولا حديقة، ولا أرصدة، وكان
كل ما تركه كما يحكي لنا عمرو بن الحارث رضي الله عنه: «مَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
إِلاَّ سِلاحَهُ وَبَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ، وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً» (رواه البخاري).
بل لقد حرَّم كل ذلك عليهم فقال عليه الصلاة والسلام: «لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ» (متفق عليه).
لقد كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا، ممتثلًا أمرَ ربه الذي أمره أن يعيش عيشة
الكفاف والزهد، وأمره أن يخير نساءه بين حياة الزهد معه وتسريحهن إلى بيوت أهلهن،
فاخترن جميعًا رضي الله عنهن البقاء معه على هذه الحال.
حتى إن ابنته فاطمة رضي الله عنها جاءت ذات يوم تشكو إليه صلى الله عليه وسلم ما تلقى
في يدها من الرحى، وترجو من أبيها أن يعطيها خادمًا يخفف عنها ما هي فيه، فما كان
يجد صلى الله عليه وسلم من نصيحة لابنته وزوجها أفضلَ من قوله: «أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى
مَا هُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ إِذَا أَوَيْتُمَا إِلَى فِرَاشِكُمَا أَوْ أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ
وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَهَذَا خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ» (متفق عليه).
لقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكمال في الزهد، وفاق زُهدَ من سبقه وزُهدَ من جاء بعده،
فهو صلى الله عليه وسلم بحق إمام الزاهدين، فقد أتته الدنيا فأبى إلا أن يعيش كفافًا، لا يأخذ منها
إلا الحد الأدنى الذي يقيم به حياته، ولو أراد الدنيا لجاءته، ولكان من أعظم ملوك الدنيا، ولكن قلبه كان متعلقًا بما عند ربه في الآخرة.
قال عمرو بن العاص وهو يخطب الناس بمصر: «ما أبعدَ هديَكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم،
أما هو فكان أزهدَ الناس في الدنيا، وأنتم أرغبُ الناس فيها».
.i] vs,g hggi wgn ugdi ,sgl td hglhg hggi vs,g
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:58 AM
|