سؤالها الأخير يا شيخ محمد، تقول فيه المستمعة: نحن في السودان يأتينا هذا البرنامج في وقت صلاة المغرب، وينتهي بعد مضي عشرة دقائق من الأذان، فأنا أؤخر صلاة المغرب إلى أن ينتهي هذا البرنامج، فهل علي إثم في هذا التأخير؟
الجواب:
الشيخ: الجواب ليس عليها إثم في هذا التأخير ما دامت تصلي الصلاة قبل خروج وقتها، ومن المعلوم أن وقت المغرب يمتد إلى دخول وقت العشاء، أي: إلى ما بعد ساعة وربع ونحوها من غروب الشمس، وأحياناً إلى ساعة وثلاثين دقيقة، وقد يقصر حتى يكون ساعة وربع ساعة، المهم أن تأخير صلاة المغرب من أول وقتها من أجل استماع هذا البرنامج لا بأس به، لأن استماع هذا البرنامج وغيره من البرامج الدينية استماع إلى حلقة علم، ولا يخفى على أحد فضل طلب علم والتماسه، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: «من سلك طريقاً يتلمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة». وطلب العلم من أفضل العبادات والقربات، حتى قال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا: كيف تصح النية يا أبا عبد الله؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره. وطلب العلم نوع من الجهاد في سبيل الله، لأن دين الله عز وجل قام بأمرين، بالعلم، والقتال لمن ناوأه وقام ضده، وإذا علم الله عز وجل من نية هذه المرأة أنه لولا طلبها الاستماع لهذا البرنامج لصلت في أول الوقت، فإنها قد تثاب ثواب من صلى في أول الوقت، لأنها إنما أخرت الصلاة لمصلحة شرعية قد تكون أفضل من تقديم الصلاة في أول وقتها.