هذه رسالة من أم عادل من الأردن، وفي الحقيقة رسالة طويلة جداً، وحاولت اختصارها في الأسطر التالية: هي تشتكي من معاملة زوجها، تقول: عشت معه عشر سنوات ولم يأتني أبناء، منها ست سنوات في السعودية، وأربع في الأردن في فيلتي أنا وزجي، وكان يأتي إلي كل سنة ثم يتغيب أكثر من سنة، ولما عاد أخبرني أنه تزوج، وأنا الآن أحترمه وأحترم والده، إلا أن والده يتكلم في، فهل للرجل أن يتصرف مثل هذا التصرف.
الجواب:
الشيخ: التصرف بنكاح امرأة ثانية له أن يفعل إلى أربع، لقول الله تعالى: ﴿فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع﴾ إلا إذا كانت المرأة قد اشترطت عليه عند العقد ألا يتزوج عليها، فإن الصحيح أن هذا شرط جائز ملزم للزوج، فإن لم يفعل وتزوج عليها فقد أساء إلا أن يكون لسبب يقتضي ذلك، وحينئذ يكون لها الخيار بين أن تبقى معه وأن تفارقه حسب عقد النكاح. ولكن الذي يظهر من سؤال هذه المرأة أنه ليس بينها وبين زوجها هذا الشرط، فيكون له الحرية في أن يتزوج امرأة أخرى، لكن ليس له الحرية في أن يسيء معاملة الزوجة الأولى وأن ينقصها حقها من القسم والنفقة وغير ذلك، فقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن «من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل».
السؤال: أعوذ بالله. تقول: هل يجوز له أن يغيب عني مثل هذه المدة أكثر من سنة؟
الشيخ: لا يجوز له أن يغيب إلا إذا رضيت بذلك، وإلا فالواجب أن يعاشرها بالمعروف، وليس هذا من العشرة بالمعروف.
السؤال: تقول أيضاً: قلت له الله لا يسامحك في الدنيا والآخرة، هل علي شيء في ذلك؟
الشيخ: ليس عليها شيء في ذلك إذا كانت تريد لا يسامحك فيما يتعلق بحقها لا بحق الله، فليس عليها في ذلك شيء ما دام قد ظلمها.
السؤال: أيضاً تقول: ما حكم كلام والدها فيّ وأنا أحترمه؟
الشيخ: إذا كان هذا الكلام فيها مع قيامها بالواجب وعدم إساءتها إليه فإنه حرام عليه واعتداء منه عليها، فعليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى وأن يتحلل هذه المرأة من اعتدائه عليها، وإن كان يتكلم فيها لتقصير فَعلته لعلها تأتي بما يكمل هذا التقصير، فهذا لا حرج فيه.