السؤال ما الفرق بين "قرأ القرآن على.." و"عرض على..."، وذلك في قول الإمام عاصم: "قرأت على أبي عبد الرحمن السلمي، وعرضت على زر بن حبيش"؟ وأيهما أقوى القراءة أم العرض؟ جزاكم الله خيرًا، ونفع بكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فالذي وقفنا عليه من كلام الإمام عاصم أنه قال: قرأتُ على زر بن حبيش، وقرأتُ على أبي عبد الرحمن السلمي. وليس فيه ذكر عبارة: (عرضتُ)، جاء في كتاب فضائل القرآن لأبي العباس جَعْفَر المُسْتَغْفِرِي، النَّسَفِيّ (المتوفى:432هـ): عن عاصم بن أبي النجود، قال: قرأتُ على زر بن حبيش، وقرأ زر على عبد الله بن مسعود، وأخبرني زر أن عبد الله بن مسعود كان يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعارضني بالقرآن كل عام مرة، فلما كان العام الذي توفى فيه، عرضته مرتين، شهده عبد الله، وشهد ما نسخ منه، وقرأتُ على أبي عبد الرحمن السلمي، وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وقرأ عليٌّ على رسول الله عليه السلام. اهـ. والقراءة والعرض بمعنى واحد عند بعض أهل العلم. ومنهم من قال: القراءة أعمّ من العرض؛ فلا يحصل العرض إلا بالقراءة. وعلى هذا القول الثاني؛ تكون القراءة أقوى من العرض، ما دامت أعمّ منه، جاء في فتح الباري للحافظ ابن حجر: (قوله: باب القراءة والعرض على المحدث) إنما غاير بينهما بالعطف؛ لما بينهما من العموم والخصوص؛ لأن الطالب إذا قرأ كان أعم من العرض وغيره، ولا يقع العرض إلا بالقراءة؛ لأن العرض عبارة عما يعارض به الطالب أصل شيخه معه، أو مع غيره بحضرته؛ فهو أخص من القراءة، وتُوسِّع فيه. اهـ. وقال العيني في عمدة القاري: فإن قلتَ: ما الفرق بين مفهومي القراءة والعرض؟ قلتُ: المفهوم من كلام الكرماني أن بينهما مساواة؛ لأنه قال: المراد بالعرض هو عرض القراءة؛ بقرينة ما يذكر بعد الترجمة، ثم قال: فإن قلت: فعلى هذا التقدير؛ لا يصح عطف العرض على القراءة؛ لأنه نفسها. قلت: العرض تفسير القراءة، ومثله يسمى بالعطف التفسيري. اهـ. قال ابن كثير في اختصار علوم الحديث: القراءةُ على الشيخ حفظًا، أو من كتاب، وهو "العرض"، عند الجمهور. اهـ. والله أعلم. رقم الفتوى: 452359