تشتكي العديد من السيدات بأن زوجها يهينها ويقلل من شأنها سواء بينه وبينها أو أمام الآخرين، سواء كانت هذه الإهانة إهانة لفظية أو جسدية أو نفسية. وللأسف فإن سكوت المرأة هو أكبر خطأ حتى لو كان في نيتها أن تسير العلاقة الزوجية على ما يرام.
وتوضح الدكتورة "هالة سمير" المستشارة الأسرية والتربوية ومدربة التنمية البشرية المعتمدة، أن الزوجة عليها عامل في هذا التمادي والتطاول، فقد تقبلت منذ بداية الزواج هذا الأسلوب المتدني من المعاملة، ولم تضع حدوداً في طريقة التعامل خلال فترة الخطوبة. فقد يبدأ الأمر على شكل دعابة أو هزار، ثم يتطور ليصبح عادة، فلا يهدأ الزوج ولا يرتاح إلا بعد أن يؤذي زوجته بكلامه الجارح.
فتذكر أيها الزوج كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النساء حين قال: "رفقاً بالقوارير" أي النساء، وفي حديث آخر: "استوصوا بالنساء خيراً".
مشاعر سلبية لدى الزوجة من كلام زوجها الجارح
يتصف الرجل سليط اللسان برغبته في تملك جميع ما حوله وفرض شخصيته والهيمنة، فيعتقد أن أسلوبه هذا سيجعل زوجته تحت طاعته، فيحاول إهانتها كي يقلل ثقتها من نفسها، فلا تتكبر عليه. وهذا كله يرجع لمرض حب التملك لدى الزوج.
2- ضعف الشخصية والشعور بالنقص
يكون سبب إهانة الزوج لزوجته وتجريحه لها نابعاً من شعوره بالنقص، فقد تكون زوجته متعلمة وحاصلة على شهادات أو ناجحة في عملها أو ذات علاقات اجتماعية قوية، أو بسبب الحياة الاجتماعية التي كانت تعيشها عند أهلها، فيبدأ بالإساءة لها والتعامل معها بعنف؛ كي يرضي غروره ويقنع نفسه بأنه أفضل منها.
3- لا يجيد فن التعامل مع النساء
بعض الرجال لا يعرفون كيف يتعاملون مع الزوجة، فيعاملها بهمجية كأنها خادمة خلقت كي تطيعه.
4- موروث من البيئة التي كان يعيش فيها الزوج
السلوك الذي يتعامل به الأشخاص مكتسب بقدر كبير من البيئة التي خرجوا منها، فالزوج يُقلِّد أباه في كيفية معاملته لأمه. فإذا عاش في بيئة تتلقى فيها الأم إهانة أمام ابنها فسوف ينشأ على هذا السلوك.
5- مرور الزوج بصدمة معينة في مرحلة من حياته
قد يكون الزوج قد تعرض لإهانة بالغة جعلته يتأزم في رجولته، وظن أن النجاة في أن يتجبَّر حتى على زوجته.
6- سوء معاملة الزوجة لزوجها والخروج عن طاعته
قد يكون سوء تصرف الزوج نابعاً من إهمال زوجته له. لذلك احرصي سيدتي على المعاملة الحسنة لزوجك وطاعته، فلا يجوز أن تسألي عن كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته، وأنتِ تعاملينه معاملة سيئة. فالدين يُلزم الزوجة بالطاعة.
1- لا تناقشيه عند ساعة انفعاله وغضبه، بل اسكتي أو اخرجي من الغرفة.
2- تحيّني ساعة صفوه وتحدثي معه في الحِلم والصبر، وأنه نصف الإيمان، وأنه لا حياة بلا صبر.
3- تجنبي بقدر الإمكان الأشياء التي تُثيره وتغضبه.
4- عليك حسنَ التعامل، وحسنَ الخلق؛ فهذا له أثره الفعال في نفوس الآخرين.
5- املئي قلبك بحسن الصلة بالله، وتوكلي عليه، ولا تقلقي على مستقبلك مع زوجك، فكل الأمور مقدرةٌ من الله، وأكثري من الدعاء أن يقدر لك الله الخير دائماً.
6- الاستمتاع بصحبة الآخرين والشعور بالقبول؛ فإنه قد يكون كافياً لتعزيز معنوياتك، وذلك من خلال الاتصال بصديقة قديمة لم تتحدثي إليها منذ فترة طويلة، الانضمام إلى فصل دراسي أو نادٍ؛ للتعرف على أشخاص جدد.
7- التطوع، فقد يبدو الأمر غير متوقع، لكن التطوع بوقتك لمساعدة الآخرين يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والغضب والاكتئاب.
وفي النهاية، إياكِ وأن تتركي بيتك، فالمرأة الحكيمة تستطيع ترويض زوجها وهي في المنزل، عليكِ أن تتصرفي بحنكة وذكاء، ومع المعاشرة ستتعرفين إلى كيفية التعامل مع الزوج الذي يهين زوجته، وتوخي الأمور التي تجعل زوجك يهينك.