قراءة بلاغية في سورة الهمزة - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا


( تراتيل شاعر )
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 


العودة   منتديات تراتيل شاعر > ۩۞۩ تراتيـل الاسلاميـة ۩۞۩ > نفحات آيمانية ▪●

نفحات آيمانية ▪● (يهتم بشؤؤن ديننا الإسلامي الحنيف)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 12-24-2021, 05:32 AM
صاحبة السمو غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
 
 عضويتي » 1955
 جيت فيذا » Nov 2017
 آخر حضور » 05-14-2023 (11:40 PM)
آبدآعاتي » 926,590
 حاليآ في » تراتيل
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 31 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء ♔
 التقييم » صاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond reputeصاحبة السمو has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك dubi
اشجع ithad
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
 
افتراضي قراءة بلاغية في سورة الهمزة




سورةُ الهمزة سورة مكية، آياتها تسع، عالجت جملةً من الأمراض الاجتماعية القاتلة؛ كإعابة النَّاس وسَبِّهم، والخوض في أعراضِهم، والطعن فيهم، وازدرائهم، والتنقصِ منهم، والسخرية بهم، والاستهزاء باللِّسان، أو بحركةِ العيون، أو إشارة اليد، وكذلك جماع الأموال الذين لا يؤدون حقَّ الله فيه، واكتناز الثروات، والإعجاب بذلك، حتى وصولهم إلى أنَّ المالَ سيخلدهم ويعطيهم فوق ما يُعطاه الناس، وبينت كذلك عاقبةَ هؤلاء جميعًا، وهي التحطيم في نارِ جهنَّم التي ستوصدُ عليهم، ويوثقون في أعمدتِها، فلا ينفذ إليهم بصيصٌ من روح أو أملٍ في خروج.
• بدأتِ السورةُ بجملةٍ اسمية نكِّر فيه المبتدأ، تضمنت الوعيدَ الشديد والعذابَ الأكيد لكلِّ من ينتقصُ من أقدار الناس: ﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ [الهمزة: 1]؛ بتنكير ﴿ وَيْلٌ ﴾ المفيد لشدتِه وخطورته، وهلاكه ودماره، والهُمَزَة فُعَلَة: الذي يدلُّ على الاعتيادِ والمبالغة، وكأنَّ ذلك الهمزة واللمزة قد صار ديدنًا له وعادة وسلوكًا، على شاكلةِ: ﴿ هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ﴾ [القلم: 11].
صحيحٌ أنَّها نزلت في الأخنس بن شريق، الذي كان كثيرَ الوقيعة في النَّاس همزًا ولمزًا وسبًّا وسخرية، يلمزهم في الغدوةِ والروحة، مقبلين ومدبرين، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوصِ السَّبب، قالوا: الهُمزة الذي يغتاب الرجلَ في وجهه، واللمزة الذي يغتابُ الرَّجلَ من خلفِه، أو الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء لفظه، واللمزة الذي يكسر عينَه على جليسه، ويشير بيده أو برأسه أو بحاجبِه سخرية وانتقاصًا، فقد ورد وصفٌ خاص باللسان وهو الهمز "يعيبهم بلسانِه وينالُ منهم بلفظِه السَّاقط"، ووصف خاص بالعينين وحركة الحاجب، فاستعمال وزن فُعَلَة يدلُّ على أنَّ ذلك قد أمسى عادةً له يتصف بها وهو عنوان له، مثل اللعنةِ والضحكة، وهو نازل ومنطبق في كلِّ من يباشِرُ ذلك العمل القبيح، وهو في الوقتِ نفسه يجري مجرى التعرض بالوارد فيه، فإنَّ ذلك أزجر له وأنكر.
وبين الهمزةِ واللمزة جناسٌ غير تام، يحكي ما وراءه من اللعبِ باللفظ وتمايل الجسد، وتتابع حركاتِ العين والحاجب، ولي اللِّسانِ لإضحاك النَّاس من أثرِ التنقص والسخرية.
• ﴿ الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ ﴾ [الهمزة: 2]:
﴿ الَّذِي ﴾: اسمٌ موصول للغائبِ احتقارًا له، وكأنه لا قدرَ له ولا قيمة، فهو غائبٌ عن السُّلوكِ الحسن، ودماثة الأخلاق.
وقوله: ﴿ جَمَعَ مَالًا ﴾: قرئتْ بالتشديد ﴿ جَمَّعَ ﴾ على شاكلةِ ما بعدها ﴿ عَدَّدَهُ ﴾، وقُرئ ما بعدها بالتخفيف ليشاكل ﴿ جَمَعَ ﴾، فجمَعَ بالتخفيفِ في الميم يصلح للقليلِ والكثير، وتنكير ﴿ مَالًا ﴾ ليدلَّ على شمولِ المال، ويبرز حيرة جامع المال، وتتصور جمعه من هنا ومن هنا، على اختلافِ نوعه ومصدره.
﴿ وَعَدَّدَهُ ﴾ بتشديدِ الدال للمبالغة والتكثير، فهو كثيرُ التعداد والنظر فيه مرةً بعد أخرى، صباحًا ومساءً، ظهرًا وعصرًا، فهو إبانة عن كثرةِ المال، والحيرة والانشغال به، وقد يُشارُ بالمالِ إلى قومه وأنصاره من قولهم: فلان ذو عَدَدٍ وعُدَد؛ إذا كان له عددٌ وافر من الأنصارِ والأهل، وتعدادُ المال كناية عن البخلِ، ومنعه عن مستحقيه، وعدم إنفاقه في وجوهِه الصحيحة.
وقد أشار الطبري إلى أنَّ جمعَه يعني عدم إنفاقه في سبيلِ الله، وعدم تأدية حقِّ الله فيه، إنما يقتصرُ على حفظه ورعايته ليزداد، وفيها كذلك كناية عن الحرصِ وتعب القلب، وإتعاب الجسد والفكر وإجهاد الذهن في الصفقات؛ ربحًا وخسارة، وذهابًا وانتقالاً، وكأنه بهذه الآيةِ يبرزُ السَّببَ في هذا الهمز، وذاك اللمز، فصلتُها بما قبلها وعلاقتها أنها جملةٌ سببية وعلاقة أجليَّة، وكأنَّ إعجابَه بما جمع من مالٍ كثير متنوع في عقارات وشركات ومؤسسات وأعمال ضخام، أوصلَهُ إلى أنه أمسى صاحبَ فضلٍ على النَّاس، وكلمةٍ مسموعة، يسيِّرهم بمالِه، فهم بين يديه خدم، يسمعون ولا يتكلمون، وينفذون ولا يعترضون، فهو لأجلِ ماله يستقصر غيره هامزًا لامزًا، قد غدا شأنه التنقص والاحتقار، ودأبه الازدراء والاستصغار، وحياته السخرية والتعالي.
• ﴿ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾ [الهمزة: 3]:
جملةٌ فعلية ذات فعل مضارع يفيدُ الظَّنَّ والشك، فهو ذو تفكيرٍ خاطئ ونظرة مريضة، ولا يمتلكُ المعاييرَ الصحيحة لفنِّ التعامل، حيث أعماه المال، حتى غيَّر ضوابطَ الحياةِ وسنن الوجود في أنَّ المال زينة، وليس قيمة يُحتكمُ إليها، فهو كناية عن ضيقِ أُفقِه، واعوجاج فهمه، وانحدار عقله، وعدم امتلاكه لسلامةِ الرأي، وفيه كنايةٌ كذلك عن صفةٍ هي جهله وغفلته، وفي المال استعارةٌ مكنية؛ حيث شبهه بإنسانٍ يمكن أن يجعلَه في مأْمنٍ من الموت، ويكتب له الخلود، لكن ذلك خرج مخرجَ الشك والظن، إمعانًا في بيان قلة فهمه، وانعدام عقله.
د. جمال عبدالعزيز أحمد



rvhxm fghydm td s,vm hgil.m hgilsm fghydm s,vm rvhxm




 توقيع : صاحبة السمو

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ صاحبة السمو على المشاركة المفيدة:
 (12-26-2021),  (12-24-2021),  (12-24-2021),  (12-24-2021),  (12-27-2021)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الهمسة, بلاغية, سورة, قراءة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قراءة في صورة مهمة ! شموع الحب زوايا عامه 23 07-22-2022 06:29 PM
الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة شموع الحب نفحات آيمانية ▪● 18 08-05-2020 09:50 PM
متى وقت قراءة سورة الكهف يوم الجمعة شموع الحب الفتاوى الشرعية ▪● 9 04-25-2019 06:43 PM
حكم قراءة سورة بعد الفاتحة في صلاة الجنازة رحيل المشاعر الفتاوى الشرعية ▪● 11 04-01-2019 10:39 PM
ماهي الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة αℓмαнα نفحات آيمانية ▪● 21 08-30-2018 01:51 PM


الساعة الآن 05:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM