السؤال:
هذه رسالة وردت من السائل عبد الله سليمان البازعي من أربعية القصيم، يقول: إن بعض الأئمة في الصلاة الجهرية -كالمغرب وغيرها من العشاء والفجر- يسرعون بعد قراءة الفاتحة في قراءة سورةٍ بعدها، ولا يجعلون للمأموم فرصة لقراءة الفاتحة، فبماذا تنصحون من يفعل ذلك من الأئمة؟ وماذا على المأموم إذا لم يقرأ الفاتحة في الركعتين الأوليين؟
الجواب:
أما الأئمة الذين يصنعون ذلك، ولا يسكتون بين قراءة الفاتحة وقراءة السورة التي بعدها، يمكن أن يكون ذلك الفعل منهم صادراً عن جهل أو عن علم، فقد يكون عن علم؛ وذلك لأن حديث سَمُرَة في إثبات السكتتين -إحداهما بعد قراءة الفاتحة- اختلف العلماء في تصحيحه، فمنهم من رآه صحيحاً وعمل به، وقال: إنه يشرع للإمام أن يسكت بعد قراءة الفاتحة، والسكتة الواردة سكتةٌ مطلقه ليست محدده كما حددها بعض الفقهاء بمقدار قراءة المأموم للفاتحة، وإنما هي سكتةٌ مطلقة للفصل بين فرض القراءة ونفلها، ومن العلماء من لا يصحح الحديث ويري أنه ينبغي وصف قراءة ما بعد الفاتحة بها، ولا يمكن أن نحجر على أحد ما أداه إليه علمه بعد العلم والاجتهاد، ولكن الحديث نرى أنه حجة، وقد أثبته الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وقال: إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا السكوت،هذا بالنسبة للإمام.
أما بالنسبة للمأموم فإنه يقرأ الفاتحة ولو كان الإمام يقرأ، على الوجه الذي نختاره لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن». وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما، وفي حديث عبادة بن الصامت في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة الصبح وانصرف، قال: «لعلكم تقرءون خلف إمامكم»؟ قالوا: نعم. قال: «لا تفعلوا إلا بأم القرآن؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها». وهذا ظاهر في أن المأموم يقرأ حتى في الصلاة الجهرية؛ لأن هذه صلاة الصبح وهي صلاة جهرية، هذا الحديث واضح في أنه يقرأ ولو كان الإمام يقرأ، ويشهد له عموم الحديث السابق الذي أشرنا إليه. فعلى هذا نقول للمأموم: اقرأ الفاتحة، إن أكملتها قبل أن يبتدئ الإمام بقراءة ما بعدها فذاك، وإن شرع الإمام في قراءة ما بعدها قبل إكمالك سورة الفاتحة فاستمر عليها حتى تكملها. السائل:
يا شيخ محمد، أرى أن من الصعب أن يقرأ المأموم الفاتحة والإمام يقرأ؛ لأن ذلك قد يُحدث ارتباكاً في القراءة، وتكون القراءة غير صحيحة أيضاً؛ لأن هذا المأموم يقرأ سراً والإمام يقرأ جهراً. الشيخ:
أرجو أن تكون "من" في كلامك "من الصعب" للتبعيض لا لبيان الجنس، فهي كما قلت تصعب على بعض الناس القراءة والإمام يقرأ، ولكنها على بعض الناس لا تصعب، ويمكنه أن يقرأ والإمام يقرأ، وهذا شيء جربناه. السائل:
ولكن بالنسبة للذي يصعب عليه؟ الشيخ:
يحاول أن يقرأ.