يولد الإنسان بذهن صافٍ خالٍ من أي تشويش ذهني من المصحوب مع بداية تلقيه كمًا هائلًا من الأفكار، انطلاقاً من اتصاله بالعالم الخارجي، عدم وعي الإنسان بتلك الأفكار التي يتلقاها وتصفيته لها فيتقبل الجيد منها ويترك ما لا ينفعه؛ سيؤثر على سلوكياته المستقبلية، فالسلوك هو حصيلة لكمية من الأفكار العالقة في أذهاننا، فإن كان السلوك غير سليم فالأفكار غير سليمة، وليتغير السلوك يجب أن تتغير الأفكار.
1. طبيعة أفكارنا
أجرت جامعة الطب في سانفرانسيسكو سنة 1986 دراسة، أثبتت من خلالها أن 80% من الأفكار التي يتبناها الناس سلبية، وهذا ما يجعل الكثير من الناس يتذمرون من أنفسهم وواقعهم ولا يرون من كل شيء إلا الجزء المظلم الذي فيه، وهذا نتيجة النظرة التشاؤمية التي زرعت فيه من العالم الخارجي، والذي يغلب عليه الطابع المحبط، لكن هذا لا ينفي أنه يتحمل نتيجة تجسد تلك الأفكار في شكل سلوكيات مرفوضة، فهو المسؤول الوحيد عن ذلك ولا يحق له تعليقها على العالم الخارجي.
2. اتخذ قرارًا
كل ما يدور في ذهنك، ويتسبب في إعاقتك عن التقدم يحول بينك وبين تقدمك ونجاحك واعتدال مزاجك، في حين أنه يمكنك اتخاذ القرار لإيقاف كل ذلك، هذا القرار كفيل بأن يجعل عقلك يسير وفقه، ويتخلى عن كل ما تبناه في السابق من أفكار معيقة.
3. طريقة التعامل مع الفكرة
التحليل والتقييم، فإما التبني وإما التخلي،
الإنسان الذي يطمح لتغيير سلوكياته وواقعه الذي هو نتيجة سلوكه، عليه أن يغير تفكيره وطريقة تعامله مع الأفكار القادمة له، من خلال استخدام إدراكه، فهو يمتلك القدرة على التفريق بين الجيد والسيء، وأن يشحن ذهنه بما يريد، فعليه أن يحلل كل فكرة يتلقاها ويقيمها، إن كانت ستفيده يتبناها، أو إن كانت ستضره وتقلقه فيتخلى عنها، وهكذا يتحكم في أفكاره وأحاسيسه الناتجة عنها ومن ثم سلوكه وواقعه.
4. ابتعد عن كل ما هو سلبي
حاول إحاطة نفسك بأناس يمتلكون نظرة تفاؤلية؛ لتتلقى كمًا معتبرًا من الأفكار الإيجابية، ابتعد عن كل الأخبار السيئة والمحبطين في حياتك؛ لأنهم سيقللون من عزيمتك على التغيير، وسيذكرونك في كل مرة بكل شيء سيء فيك أو في المحيط.
5. توقف عن التذمر
الشكوى المستمرة ترسخ تلك الأفكار السلبية في ذهنك، وتجعلك تركز عليها فلا ترى إلا الأمور التي تخدم تلك النوعية من الأفكار، وسيحجب عن ناظرك كل ما هو إيجابي وجميل، اترك التذمر من الواقع الذي لا يعجبك واصنع الواقع الذي يعجبك.
6. اعطِ لنفسك وقتًا
لا تتوقع أن فكرة واحدة تبنيتها صالحة أن تنسف أفكارًا فاسدة متراكمة لسنوات، فهذا يحتاج وقتًا وعملًا بجد في تبني كل ما هو إيجابي، وقمع كل فكرة سلبية عن الانتشار في الذهن، وهكذا مع مرور الوقت ستجد أفكارك رائعة وسلوكياتك وفقها، وسيتجلى ذلك في واقعك.
الأفكار التي تملأ ذهنك اليوم هي من تصنعك غداً، فإن أردت تغيير الغد فابدأ من اليوم