10-16-2021, 12:44 AM
|
|
|
|
ما أبعد السماء وَ ما أقرب الله
ما أبعد السماء وَ ما أقرب الله
أعجب ممن يعجب وَ يستصعب تصديق أن محبة الله لعباده حقيقة حاصلة وليست أمرًا يجب أن يتم نيله
بصعوبة أو أمرًا يناله صفوة الناس فقط! صحيح أن المحبة تتفاوت فمن حسن إيمانه وعمله أحبه الله
أكثر وقربه منه لكن محبة الله لعبادة تتجلى في كثير من الأمور التي تحدث لنا جميعًا على حد سواء ،
فإن نتأمل في حياتنا وَ تفاصيلها سنرى محبة الله لنا، فقد خلقنا بأحسن تقويم، وَ نعيش حياة محفوفة
برعايته ورحمته منذ أول نفس نتنفسه مهما كانت الظروف... وسخر لنا كل شيء على الأرض ليسهل لنا
العيش والعبادة، رزقنا بمن يرشدوننا للطريق الصحيح وَ أعطانا أجمل واعظم النعم التي لا يمكننا أن نشكره
ونحمده عليها كما ينبغي ولا احصائها وبهذا الشكر المتواضع يكافئنا بالزيادة.. وعلى كل خطوة صغيرة
نقترب منه فيها يقترب منا أكثر ويعطينا أكثر ... من بين تلك النعم نعمة " الأمل" التي ذكرتها سابقًا
حيث أن الله سبحانه وتعالى يبقى غفورًا رحيمًا مهما اخطأنا ومهما قصرنا ونسينا.. يغطينا الفرصة تلو
الفرصة ويبقي باب التوبة والعودة مفتوحًا دومًا لنا... فمن يمكن أن يفعل لكَ كل هذا إلا من يحبك!
لهذا، إذا تكلمت عن المحبة فلن اتحدث عن كيف يحبني الله جل وعلى؟! بل كيف يكون حبنا له ؟
من أهم الأشياء التي أحب أن اشير إليها هو الإيمان الصادق ، فإننا إن كنا نتساءل عن صدق إيماننا
بالله أو قوته ، فهذا يعني أننا لا ندرك شعورنا ! فإن احببت الله سبحانه وتعالى حبًا صادقًا حيث تستشعر
كل نعمة صغيرة وكبيرة تستطيع إدراكها في حياتك ، وكل لحظة صعبة مرّت هونها الله عليك
وكل موقف كاد يؤذيك وحماك الله منه ، وكل مرة كسر فيها قلبك وتألمت لتشعر أنك قادر على ترميم
قلبك بعدها... او تعب جسدك فشفيت أو شعرت أنك عاجزُ بلا حول وقوة ورغم ذلك تجاوزت هذا الأمر
وأنت تعتقد بأنك غير قادر على ذلك ، إذا فكرت بذلك وشعرت بأن هناك من يرعاك ويهتم بك ويلطف بك
فإنك سوف تحبه ، سوف تبحث عن الطريقة التي تقدم فيها شكرك وامتنانك إليه ...فإن اهم ماتقدمه
هو الإيمان الصادق وأساس الإيمان هو المحبة الصادقة.
التقوى وحسنُ الخلق ، محبتك لله ستجعلك تخشى عدم رضاه وغضبه عليك فتتحرى الصدق والخير
في تصرفاتك ظاهرها وباطنها ليس لشيء إلا لأنك تريد أن تفعل وتكون أفضل ما يمكن لأجل الله.
أن تتأدب مع الله ، وتراقب سلوكك مع الآخرين وتحث نفسك على الإحسان إليهم وألا تؤذيهم لا بالقول
ولا الفعل، وتحب الخير لهم كما تحب لنفسك ... أن تحرص على أن تتمثل بالأخلاق الحميدة،أن تتجنب
ما تعتقد أن الله آمرك بتجنبه ونهاك عنه
أخيرًا، الصبر ، اليقين وحسن الظن بالله ... المحبة تتجلى هنا بشكل كبير كما تتجلى في لحظات الإيمان
في حين أن محبتنا تتعاظم حين نتذكر النعم ويزداد الإيمان ، فإن مصاعب الحياة ومواقفها المؤلمة قد
تكسرنا... قد تجرنا شيئًا فشيئًا لهاوية اليأس والقنوط ، لكن ان تمسكت بهذه المحبة العظيمة في اصعب
الأوقات ، ستتجدد عزيمتك مرة بعد مرة ويومًا بعد يوم لتجعلك تصبر وتصبر وتصبر ... وفي قلبك ذلك اليقين
وحسن الظن بأن من أحببته وشملك برعايته ورحمته لن يخذلك ولن يتركك وأن الفجر لا شك قادم
وأن بعد العسر يسرا بإذن الله
"ربِ اجعلنا ممن تنادي عليهم في الملأ إني أحب فلانً فأحبوه
|
|
lh Hfu] hgslhx ,Q Hrvf hggi gju] Hrvf hggi
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:35 PM
|