عندما نسمع لأول وهلة عن الأطراف الصناعية، نقف عند سماعها لنفكر ملياَ، ما هي الأطراف الصناعية ؟ هل هي أطراف تعويضية ؟ تجميلية ؟ هل يمكن أن نستخدمها كما نستخدم أطرافنا .. ؟ الجواب .. نعم ,, وبشكل فعّال ولا سيما بعد التطور العلمي في هذا المجال .
لمحة تاريخية: بدأت فكرة الأطراف الصناعية بعد الحرب العالمية الثانية وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي بدأت بفكرة تصنيع هذه الأطراف. وكانت مادة الخشب أول مادة أولية استخدمت وكانت تحفر جذوع الأشجار ويفرغ محتواها بأشكال هندسية أنبوبية أو مربعة ومن ثم بدأت فكرة الطرف المتحرك ذات المفصل حيث تمكن المصاب من عطف وبسط الطرف العلوي أو السفلي ( مفصل حوض ـ ركبة ـ عنق القدم ــ معصم ــ مرفق ) بشكل جزئي حتى منتصف السبعينات حيث قامت البلدان الصناعية بتطوير هذه الفكرة وهذه الصناعة حيث حلتّ مادة البلاستيك ( Orthocryl ) بدلاّ من المادة الخشبية لخفّة الوزن وسهولة التصنيع , وعندها بدأت صناعة الأطراف تتطوّر بشكل فعّال من حيث الشكل ومن حيث الميكانيكية .
أنواع المفاصل :
بادئ ذي بدء صنعت المفاصل الميكانيكية ذات المحور الوحيد والبسيط التي تعتمد على قوة وفعالية الطرف المبتور، وفي منتصف التسعينات بدأ صنع المفاصل الهيدروليكية ( التي تعمل بفعل حجرة الزيت ) حيث يمكن عن طريق معايرة مضخة الزيت الموجودة في المفصل تحدد شكل ومدى وفعالية حركية الطرف الصناعي .
ثم ظهر المفصل الالكتروني بظهور أجهزة الكمبيوتر وخاصة مفصل الركبة حيث يقوم بأداء المفصل كما لو كان مفصل طبيعي، ونتيجة لهذا التطور العلمي السريع بدأ تصنيع أجزاء وقطع من الأطراف تناسب المرضى وخاصة منهم ( الرياضيين ــ سائقي الدراجات النارية ــ سائقي السيارات ــ متسلقي الجبال )
لإنجاح أي طرف صناعي يتناسب مع المريض المعوّق يعتمد وبشكل أساسي على براعة الفني ودقة القياسات المجراة على جذمور الطرف والمادة المستخدمة لهذا الغرض حيث بدأ باستخدام الجبس البلاستيكي المؤلف من الألياف البلورية بدلا من الجبس العادي المعروف لخفة وزنه وسهولة استعماله ونفوذيته، كما لن ننسى أن تدريب المعوّق نفسياً و جسدياً من قبل أخصائيين لقبول الطرف الصناعي يعلب دوراً أساسياً في إعادته إلى المجتمع وتأقلمه مع البيئة المحيطة به ليصبح عضواً فعّالاً