بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين وعليه جميعا متوكلين .. اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الأمى خاتم الأنبياء وأشرف المرسلين أما بعد : الحدث مرتبط بالزمان والمكان ..فلا يوجد حدث على وجه الأرض الا ومعروف مكانه وزمانه وهذا ما يسمونه بالتاريخ أحبتى فى الله سأفتح لكم نافذة على التاريخ وسأذكر لكم الأحداث وخصوصا الأحداث التى ذكرها الله تعالى فى القرآن الكريم لنستزيد معرفة .. وهذه سلسة أجزاء سأنشرها على حلقات أسبوعية .. أى أننا سنلتقى أسبوعيا يوم الجمعة لنفتح نافذتنا على التاريخ فتابعونى أثابكم الله والآن مع النافذة الأولى على التاريخ بدايتنا ستكون مع هذه الآية الكريمة. ( واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم ما لا تعلمون ) سورة البقرة .. آيه رقم 30 هنا حوار بين الله عز وجل وملائكته ..لا يستشيرهم فى خلق أدم عليه السلام بل قال انى جاعل فى الأرض خليفة .. أى أن الأمر صار مقضيا بكن فيكون فوعد الله حق ...فماذا قالت الملائكة .. قالوا .. أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .. وهنا تساؤل يفرض نفسه.؟؟ من أين عرفت الملائكة أن من يعمر الأرض يفسد فيها ويسفك الدماء .. لابد عن تجربة سابقه رأوها وسمعوها .. بالفعل هذا ما كان مع الجن الذين عمروا الأرض من قبل وأفسدوا فيها ..فأمر الله سبحانه وتعالى عزازيل وهو ملك من الجن وهو الشيطان فقد كان ذو مكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى بتقواه وورعه وايمانه وكان الله قد أعطاه مفاتيح الجنة وعينه خاذن الجنه وهذا منصب رفيع ..وها قد أمره الله بالنزول للأرض ومعه جيشه من الملائكة لمحاربة الجن فى الأرض وبالفعل أستطاع عزازيل وجيشه أن يهزم الجن ويقتل أغلبهم وفر الباقون فحكم الله عليهم بالخفيه من الأرض وشردهم بالبحار والجبال والأماكن الخربة والأماكن النجسة..ورجع عزازيل وجنده الى السماء ..ولكن عزازيل الذى هبط للأرض لم يكن هو هو عزازيل الذى صعد للسماء فقد تملكه الغرور وظهرت بصدره الكبرياء .. والله سبحانه وتعالى يعلم ما بالصدور وما تخفى ..فجاء خلق آدم لأظهار عزازيل ما بصدره... نرجع للملائكة اذ قالوا لرب العزة ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك .. ماذا يعنون بهذا .. يعنون .. نحن أولى بخلافة الأرض من الذين يفسدون فيها ويسفكون الدماء .. فقال تعالى .. انى أعلم ما لا تعلمون..ثم أحب الله أن يعيدهم الى رشدهم ويظهر هذا فى هذه الآية الكريمة ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئونى بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين ) سورة البقرة .. آية 31 أختبار الملائكة وآدم .. قال الله عز وجل للملائكة قولوا لى ما هذه الأسماء ..فماذا كان ردهم .. ردهم هنا بهذه الآية الكريمة ( قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم ) فشلوا فى الأختبار فقال الله سبحانه وتعالى ( قال يا آدم انبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم أنى أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) سورة البقرة .. آيه 33..اذن الله سبحانه وتعالى كان يعلم ما بنيتهم . ما تخفيه صدورهم .. كما علم ما بصدر الشيطان الرجيم وجاء أختبار الشيطان فى هذه الآية الكريمة ( واذ قال ربك للملائكة انى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فاذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم اجمعين الا ابليس ابى ان يكون من الساجدين ) ظهر هنا كبر أبليس ولم يسجد لآدم..وهنا يكفينا شرفا وفخرا أن الملائكة جميعهم سجدوا لآدم علية السلام ... فلماذا اذن لم يسجد أبليس .. هذا توضحه الآية الكريمة التالية ( قال ما منعك ألا تسجد اذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين ) والنار أفضل من الطين بالفعل فالنار تحتل المرتبة الأولى فى الطبائع الأربع والطين مزيج من المرتبة الثالثة والرابعه .. ولكن الشيطان نسى أن الملائكة خلقت من نور ولو كانت الأفضلية للماده فالملائكة أولى منه ولكنهم أطاعوا أمر الله ..ولم يطع هو نتيجة للزيغ الذى يجوش بصدره من كبر..والى هنا أكتفى بهذا القدر حتى لا يصيبكم الملل من القراءة وموعدنا فى مثل هذا اليوم من كل أسبوع فتابعونا دمتم بحفظ الله وأمنه المحترف مصدر الروايات كتاب الكامل فى التاريخ لابن الأثير عمدة المؤرخين