مدينة صفرو هي واحدة من المدن التي تقع في دولة المغرب في قارة إفريقيا، حيث تعرف المدينة بالكرز ومشهورة أيضاً بمهرجان الكرز الذي تم إصداره في عام 1920 ميلادي وحمايته منذ عام 2012 ميلادي من قبل منظمة اليونسكو في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
نبذة عن مدينة صفرو: صفرو هي مدينة بربرية صغيرة تقع على بعد 30 كم جنوب مدينة فاس، والتي يمكنك زيارتها خلال رحلات المغرب، تشتهر بشلالاتها وتنوع المناطق الريفية المحيطة بها، مركز زراعي رئيسي أصبح اسم المدينة مرادفًا لمهرجان الكرز الذي يقام هناك كل شهر يونيو، على بعد كيلومترات قليلة على طول الطريق الذي يتسلق عبر المنحدرات المليئة بأشجار الزيتون تقع قرية بهاليل التي يشتهر بها سكان الكهوف، حيث يبلغ عمر مدينة فاس الشهيرة أكثر من 1000 عام، تأسست في القرن الثامن تحت حكم الأسرة الإدريسية توسعت المدينة على مدى القرون التالية وأصبحت مركزًا مهمًا للتعليم والتجارة.
اليوم، يمكنك زيارة مدينة فاس التاريخية المسورة المليئة بالحرفيين وأكشاك السوق والطعام اللذيذ وغير ذلك الكثير، أحيانًا يكون الجو محمومًا بعض الشيء، ولكنه دائمًا مثير للاهتمام ومن المفيد أيضًا القيام برحلة إلى المدابغ لمعرفة كيف يقوم العمال بصبغ جلود الحيوانات التي سيتم بيعها في النهاية على أنها سلع جلدية.
جغرافية مدينة صفرو:
توجد مدينة صفرو على مسافة تصل إلى نحو 28 كم عن مدينة فاس و73 كم عن مدينة بولمان عند سفح الأطلس المتوسط، يمر في المدينة نهر وادي أجاي وهو نهر القبيلة الذي يتوافق مع نهر إهناجين التابع لآيت يوسي السكان الأصليون لمنطقة واد أجاي. تقع مدينة صفرو على حافة سلسلة جبال الأطلس المتوسط وجنوب شرق مدينة فاس، يمر واد عقي عبر المدينة وفي غرب صفرو توجد شلالات صغيرة، كما يشارك وادي عقي في ري المنطقة، تحتوي كهوف كفر المؤمن على مقابر قديمة يُزعم أن أحدها هو قبر دانيال، يوجد أيضًا نبع بالقرب من صفرو يسمى للا رقية يُزعم أنه يعالج الجنون.
حضارة مدينة صفرو:
تشتهر مدينة صفرو بمهرجان كرز صفرو التي تمت المصادق عليه من قبل منظمة اليونسكو العالمية والذي يقام في كل عام في شهر يونيو من كل سنة، هذا المهرجان الذي انطلق في الأصل في عام 1920 ميلادي، يتكون من مسابقة جمال تتقدم فيها النساء المغربيات للحصول على لقب (Miss Cherry) المرموق، يستمر المهرجان لمدة ثلاثة أيام ويشمل الموسيقى الشعبية والمأكولات المغربية التقليدية وعروض الفنتازيا والأحداث الرياضية، المدينة بها مدينة ومسجدان وكل يوم خميس هو يوم السوق.
تاريخ مدينة صفرو:
شمال المغرب ليس بعيدًا عن مدينة فاس الإمبراطورية تقع محلية صفرو في حضن جبال الأطلس، كانت في القرنين التاسع عشر والعشرين ملاذًا للسلام والتآزر، حيث عاش المسلمون واليهود في شراكة كاملة، لقد صاغ إذن صورة مكان تختلط فيه الثقافات والعقائد واللغات والتقاليد بحرية دون أي تحيز أو شعور بالكراهية، على الرغم من صغر حجمها عكست مدينة صفرو روح المغرب المتعدد الأعراق والمتسامح مع اللغة العربية (الدارجة المغربية) التي يتم التحدث بها جنبًا إلى جنب مع اللهجات الأمازيغية /البربرية وكذلك العبرية والفرنسية.
في الواقع نظرًا لموقع مدينة صفرو الواقع عند سفح الأطلس الأوسط على طريق التجارة عبر الصحراء سابقًا (تريك السلطان)، كانت صفرو عبر تاريخها ن عبور مفترق طرق للثقافات والعقائد المتنوعة وإنسانًا، وقد أتاحت هذه العوامل جنبًا إلى جنب مع تنوع مواردها فرصًا مهمة للتكامل وتحقيق الإنسان، ونتيجة لذلك فقد اجتذب أناسًا من أصول عرقية وقبلية مختلفة (أمازيغ، عرب) وخلفيات طائفية (مسلمون ويهود ومسيحيون)، وقد جعلها هذا موطنًا للتعايش المثالي حيث تطور وازدهر تقليد حضري علماني قائم على الانفتاح والتعايش والتسامح لمدة قرنين من الزمان. يأتي اسم المدينة من اسم القبيلة الأمازيغية /البربرية أهل صفرو، الذين اعتنقوا اليهودية حوالي القرن الثاني الميلادي، احتلت ود أجاي بمعنى (نهر الخدين) في الأمازيغية وحمل النهر أيضًا اسم ود لحودي (نهر اليهودي) بعد الملاح الحي اليهودي في المدينة. مدينة صفرو محاطة بأسوار عالية متداخلة مثقوبة بسبعة بوابات يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر عندما كانت مرحلة مهمة من تجارة القوافل كما يتضح من العديد من الفندوق في المدينة، وترتبط الزوايا المختلفة والمساجد والحمامات والمحلات التجارية بدورها بنفوذها التجاري الكبير في المنطقة، لطالما كانت صفرو مكان التقاء البشر (من مناطق مختلفة من المغرب والأندلس) والتخمير الطائفي (مسلم ويهودي وبعد ذلك مسيحي) والشركة العرقية (العربية والأمازيغية /البربرية).
تأسست مدينة صفرو في عام 682 ميلادي، قبل قرن من الزمان من مدينة فاس الإمبراطورية وتقع على بعد 28 كيلومترًا جنوب هذه المدينة وتبلغ ذروتها عند 850 مترًا فوق مستوى سطح البحر، لطالما كانت تسمى (واحة بلا نخلة) أو “حديقة المملكة”، وهي حديقة قام جميع ملوك المغرب بحمايتها بعناية، ومع ذلك فقد أعرب الملك الراحل الحسن الثاني في تسعينيات القرن الماضي، عن أسفه في إحدى خطاباته لأن المدينة فقدت للأسف خصوصية حديقتها وأصبحت غابة من الخرسانة بسبب التطور الحضري المتعطش وغير المنضبط، ألقى باللوم مباشرة على الحكومة المحلية المنتخبة لافتقارها للعقلية البيئية وبشكل غير مباشر بسبب ممارسات الفساد.