الحركات والتشكيل في اللغة العربيةإن اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهي تختلف عن باقي لغات العالم إذ يوجد فيها النقاط والحركات أي التشكيل، والتي لكل منها قواعد يجب مراعاتها جيدًا حتى يتم استخدام تلك اللغة بصورتها الصحيحة، ومن الجدير بالذكر أن مفهوم الحركات أو التشكيل يتمثل في كونه عبارة عن شكلة يتم وضعها أعلى الحروف العربية أو أسفلها حتى تُوضح الطريقة التي يُنطق بها الحرف، ويتم الإشارة لوضع تلك العلامات على الحرف بلفظ (الضبط)، والحركات الرئيسية والهامة هي:
الحركات: وتتمثل في الضمة، الفتحة، الكسرة، بالإضافة إلى السكون.
أما عن الحركات فمنها ما يدل على كيفية نطق الحروف بالنسبة للمد الصوتي القصير الذي يوضع عليه وهي:
الفتحة: ويتم رسمها على هيئة شرطة صغيرة موضوعة فوق الحروف ـَ .
الضمة: ويتم رسمها مثل حرف واو صغير وتوضع فوق الحرف ـُ .
الكسرة: ويتم رسمها على هيئة شرطة صغيرة توضع أسفل الحرف ـِ .
السكون: ويتم رسمه على هيئة حلقة صغيرة توضع أعلى الحرف ـْ .
ويوجد حركات أخرى تدل على تشديد الحرف وتتمثل في حركة واحدة وهي الشدة، ويتم رسمها كالتالي ـّ ، ومن الممكن وضع فتحة، ضمة، كسرة مع الشدة فيكون رسمها كالتالي وفق الترتيب ـَّ، ـُّ، ـِّ ، وكذلك تُرسم الكسرة مع الشدة من خلال رسم الشدة أعلى الحرف ومن ثم رسم الكسرة أسفل الشدة. [1] [2] رتب الحركات حسب قوتها بداية بالاقوى
نظرًا لأن اللغة العربية تحتوي على العديد من الحركات والقواعد، فكان لا بد من ترتيب الحركات حتى تقوم بمساعدة الأشخاص والدارسين في معرفة كيفية الطريقة التي يتم من خلالها كتابة الكلمات بشكل صائب، إذ أنها تؤثر كثيرًا في شكل الكتابة، وقد تم ترتيب الحركات في اللغة العربية وفقًا لقوتها وتم تسمية ذلك الترتيب باسم سلم الحركات في اللغة العربية، وفي التالي ترتيبها حسب قوتها بدءًا من الأقوى: [3]
الكسرة: والحرف الذي يُناسبها هو النبرة (ـئـ ) (ئـ)، وهي أقوى الحركات في اللغة العربية.
الضمة: والحرف الذي يُناسبها هو ( ؤ ).
الفتحة: والحرف الذي يُناسبها هو ( أ ).
السكون: ولا يوجد له أي حرف مُناسب، إذ أنه أضعف حركات التشكيل .
إن رسم الهمزة المتوسطة يختلف على حسب قوة ترتيب الحركات، وفي التالي توضيح تعريف الهمزة وكيفية تغيير رسمها: [3] تعريف الهمزة المتوسطة ومواضعها
الهمزة المُتوسطة عبارة عن همزة تأتي في منتصف الكلمة، ويتم كتابتها وفقًا لمقارنة الحركة الخاصة بها وحركة الحرف الموجود قبلها، وبعد ذلك توضع الهمزة على حرف من حروف العلة بحيث يتناسب مع الحركة الأكثر قوة، ومن الجدير بالذكر أن أكثر الحركات من حيث القوة تكون على الترتيب كالتالي: الكسرة ثم الضمة ثم الفتحة وأخيرًا السكون، وفي التالي توضيح لكيفية كتابتها:
في حال كانت أكثر الحركتين قوة هي حركة الكسر فيتم كتابة الهمزة على نبرة وعلى سبيل المثال: عائد، فئة.
وفي حال كانت أكثر الحركتين قوة هي حركة الضمة، فيتم كتابة الهمزة على حرف الواو، كالمثال التالي: مُؤْمن، مَؤُونة.
وفي حال أن أكثر الحركتين من حيث القوة هي الفتحة فيتم كتابة الهمزة على حرف الألف، كالمثال التالي: ينْأَى، مَأْتم.
وهناك بعض الحالات التي تشذ عن قاعدة كتابة الهمزة المتوسطة وهي التي لا تقبل فيها الهمزة المتوسطة إلى الخضوع في رسمها إلى القاعدة السابقة، وتلك الحالات تتمثل في التالي:
في حال أن الهمزة المتوسّطة جاءت مفتوحة وقبلها ألف ساكنة يتم كتابتها على السطر، كالمثال التالي: عباءَة، قراءَة.
في حال أن الهمزة المتوسطة جاءَت مفتوحة وقبلها حرف واو ساكن يتم كتابتها على السطر، كالمثال التالي: مروءَة، سموْءَل.
في حال أن الهمزة المتوسطة جاءَت مفتوحة وقبلها حرف ياء ساكنة يتم كتابتها على نبرة، كالمثال التالي: هيْئَة، ييْئَس.
في حال أن الهمزة المتوسطة جاءَت مضمومة وقبلها حرف ياء ساكنة يتم كتابتها على نبرة، كالمثال التالي: ميْئُوس.
ومن الجدير بالذكر أن طريقة رسم الهمزة المتوسطة بصورة صحيحة في وسط الكلمات يكون متوقفًا على نقطنين هامتين وهما:
حركة أو تشكيل الهمزة.
حركة الحرف الذي يوجد قبل الهمزة وشدة الأقوى بينهما.
لقد كان نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم حينما يُنزل الله عليه واحدة من الآيات يقوم بأمر واحد من كتابه بأن يكتبها ويُحدد موضعها كذا من سورة كذا، ولم يكن في هذا الوقت نقاط ولا تشكيل خاص بالحروف، حتى الوقت الذي جاء فيه الخليفة الراشد (علي بن أبي طالب) رحمه الله، وبتلك الفترة كان الإسلام قد انتشر وازداد عدد مُتابعينه من العجم وآخرون غيرهم، وذلك أدى إلى انتشار اللحن والخطأ في اللغة العربية، ونتيجة لذلك ازداد الخطأ كذلك في تلاوة الناس إلى القرآن الكريم، فقام أبو الأسود الدؤلي بالشكوة إلى علي رضي الله عنه، من الجدير بالذكر أن أبي الأسود الدؤلي كان واحدًا من كبار التابعين من أصحاب علي رضي الله عنه، وكانت شكوته هي تلك الظاهرة، فقام على رضي الله عنه بتعلميه مبادئ النحو، ثم قال له: “الاسم ما دل على المسمى، والفعل ما دل على حركة المسمى، والحرف ما ليس هذا ولا ذاك، ثم انح على هذا النحو”.
وبعد هذا قام أبو الأسود الدؤلي بوضع النقاط كوسيلة يتم من خلالها ضبط حركة القرآن الكريم، ومن هنا كان الضبط قد تم نسبه إلى التابعين، في حين أن الرسم يكون توقيفي وقام الصحابة بكتابته في حضرة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ووافقهم النبي على هذا.
أي أن أبي الأسود الدؤلي هو أول من قام بوضع النقاط حتى يضبط الكلمات، إذ أنه كان يقوم بوضع النقطة أمام الحروف كعلامة على الضمة، والنقطة أعلى الحرف كعلامة على حركة الفتحة، أما في حال كانت النقطة أسفل الحرف فهي تدل على وجود حركة الكسرة، وظلت الكتابة مُستمرة على ذلك النحو حتى مجئ (الخليل بن أحمد الفراهيدي) فقام بوضع ضبطًا أكثر دقة من الضبط الذي وضعه أبو الأسود الدؤلي فقام بجعل بدل النقاط:
وضع ألفًا مبطوحة أعلى الحروف دليلًا على حركة الفتحة.
ألفًا مبطوحة أسفل الحروف دليلًا على حركة الكسرة.
ووضع رأس حرف واو صغير كدليل على حركة الضمة.
وبعد هذا قام بوضع النقط على الحرف لكي يتم إعجامها والتفريق فيما بينها، ومعنى ذلك أن أول شخص قام بوضع النقاط في المصحف هو (أبو الأسود الدؤلي) ولكن كان الغرض منه هو التشكيل والضبط بالحركات، بينما عن نقاط الإعجام التي توجد بين أيدينا فإن أول شخص وضعها هو (الخليل بن أحمد) للإعجام. [4]