لمحات من محاسن الإسلام
فلقد امتن الله على عباده ببعثة النبي الخاتم محمد ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، وجعل رسالته خاتمة الرسالات ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، وأكمل لنا الدين وأتم النعمة بهذه الشريعة السمحة الخالدة إلى قيام الساعة ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3] ) بعثت بالحنيفية السمحة (.
ومن مزايا هذا الدين أنه دين الفطرة والعقول السليمة الذي لو عرض على حقيقته وصفائه لانقادت له النفوس طائعة مستسلمة، وأنه صالح لكل زمان ومكان، وجاء بما يحقق مصالح البشر وسعادتهم في الدنيا والآخرة، واشتمل على كل الصفات الحسنة والأخلاق الجميلة؛ فهو دين الرحمة والرفق، دين اليسر والسهولة، وغير ذلك من الأوصاف الجميلة والنعوت الحسنة.
ولذا فإن من واجب كل مسلم الدعوة إلى هذا الدين كل بحسب قدرته واستطاعته وعلمه امتثالاً لقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104]، وقوله: ) بلغوا عني ولو آية (، فهو يستحق منا أن نبذل في سبيل تبليغه والدفاع عنه الكثير من الوقت والجهد والمال.
ومن وسائل الدعوة إلى هذا الدين تبيين محاسنه الكثيرة الدنيوية والأخروية والتي قد تخفى على كثيرين حتى من معتنقيه وهذا -بإذن الله- يؤدي إلى دخول غير المسلمين فيه، وإلى تمسك المسلم واعتزازه بدينه.
وقد كان لي -بحمد الله- مشاركة في هذا المجال، فأصل هذا الكتاب هو حلقات أسبوعية أذيعت في إذاعة القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية، رغبت في جمعها في هذا الكتاب رجاء الأجر والمثوبة من الله تعالى فالدال على الخير كفاعله، ورغبة في أن يكون في رصيدي من الحسنات من يقرأ به فيسلم أو يزداد تمسكه بدينه.
أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجنبنا الزلل والخطل، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
glphj lk lphsk hgYsghl llphm lphsk hgYsghl