07-03-2021, 06:24 PM
|
|
|
|
|
رجل قلبه معلق بالمساجد
كل الناس تقبَّلت قرار تعليق الصلاة في المساجد برضا وقبول ، طالما أجازه العلماء ، وصدر من أولي الأمر ، إلا أحفاد الحاج (صالح) ،
كان القرار عليهم صعبا أربك عليهم حياتهم ، فإن أوقات الصلاة هي التي فيها يعود جدهم لوعيه وإدراكه ،
بعد أن أصابه (الزهايمر) منذ أن كان في التسعين من عمره ، والآن تجاوز المائة بخمس سنوات ، وفي كل هذه السنوات لا يعرف عن الحياة شيئا إلا عندما يحين وقت الصلاة ، فيقوم تلقائيا إلى (حمَّامه) يقضي حاجته -مع أنه يقضيها لا إردايا في غير هذه الأوقات - ثم يتوضأ ، ويلبس طاقيته البيضاء ، ويأخذ عصاه المعلقة على حافة سريره ، وينزل متوكئا عليها ، فيستقبله على باب المسجد عم (علي) الذي يقوم بمهام المسجد من النظافة إلى إمامة المصلين ، حسب اتفاق الحاج (صالح) معه منذ أكثر من خمسين عاما هي تاريخ افتتاحه للمسجد تحت عمارته ، فيجلس في مكان مصلاه المعهود ، إلى أن تقوم الصلاة فيصلي ثم يعود إلى بيته ، وعند دخوله حجرته ، يعود إليه ( الزهايمر ) من جديد.
وعندما جاء موعد أول فريضة بعد قرار الحظر حدث ما توقعه الأحفاد ، فقد نهض الحاج صالح من فراشه بعد أن عاد إليه وعيه ، وأتم وضوءه ، وتوكأ على عصاه قاصدا مسجده ، التف حوله الأحفاد محاولين أن يشرحوا له الأمر ، لكنه رمقهم بنظرة استهجان وانصرف إلى طريقه بدون كلام.
وصل إلى باب المسجد فوجده مغلقا ، فطرق عليه طويلا ولكن لم يفتح له أحد ، فعم (علي) ذهب إلى بلدته ومعه مفتاح المسجد ولن يعود إلا بعد انتهاء أيام الحظر ، حاول الأحفاد أن يقنعوه بالعودة لكنه أجهش بالبكاء ثم افترش الأرض أمام المسجد منتظرا الصلاة ، ولما سمع الإقامة في أحد المساجد القريبة نهض للصلاة منفردا ،
فتجمع خلفه الناس وصلى بهم إماما ، وما كادت الصلاة تنتهي حتى كانت سيارة الشرطة تقف على رأسهم لتقتاد الجميع إلى القسم لتحرير محضر بمخالفة أمر الحظر ، حاول الناس أن يفهموا الضابط ملابسات الموضوع ولكنه أبى ، ولما أحضروا الحاج (صالح) ليدلي بأقواله ، كان في غير وعيه كعادته في ذلك الوقت ،استغرب الضابط من أمره ، فقد رآه وهو يصلي إماما في كامل وعيه ، وبينما يحاول أن يستوضح من أحفاد الحاج صالح حاله الذي هو عليه الآن ،
كان مؤذن مسجد القسم يصدح بآذن العصر ، وإذا بالعم (صالح) ، تعود إليه ذاكرته ، ويتلفت من حوله باحثا عن عصاه ، فيأخذ الضابط العبْرة تعاطفا معه وإشفاقا عليه ، ويمد يده إليه ليتوكأ عليه ويأخذه إلى المسجد ليصلي وراءه مأموما وتجمع الناس للصلاة معهم، وبعد أن انتهت الصلاة أغلق الضابط المحاضر وكتب في محضر الحاج (صالح) يسمح له بالصلاة في مسجده في جماعة لا تزيد عن اثنين
و بين قوسين كتب :
(( رجل قلبه معلق بالمساجد)).
v[g rgfi lugr fhglsh[] lygr fhglsh[] rgfi
ربي اسعد كل من ادخل السعاادة لقلبي
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ خلود المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:46 PM
|