انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية مقطع فيديو لأسماك نافقة في بحيرة سد الملك فهد في بيشة في مؤشر على تلوث مياه السد بمياه الصرف الصحي المنقولة من محطات الصرف في عسير عبر وادي بيشة حيث تجري مياه الصرف المعالجة منذ أشهر عبر وادي بيشة قادمة من خميس مشيط منحدرة باتجاه سد الملك فهد في بيشة أكبر السدود في المملكة والذي أقيمت عليه محطة لتنقية المياه ويعد مخزونة مصدر الشرب لسكان المحافظة. هذا وأبدى العديد من المواطنين انزعاجهم وقلقهم من تلوث بحيرة السد والتي يغذي مخزونها آلاف المنازل والمساجد والمدارس في بيشة عبر مشروع التوصيلات المنزلية إضافة إلى ما يتم نقله عبر الصهاريج من محطة الأشياب، حيث ذكر كل من ناصر الجهمي أن ما آلت إليه الأمور حالياً في بحيرة سد الملك فهد سبق التحذير منه منذ عام تقريباً وتعالت الأصوات محذرة مياه عسير بأن تحويلها لمياه الصرف الصحي عبر وادي بيشة سيشكل كارثة بيئية لكنها مضت في مشروعها دون اكتراث للمخاطر الصحية والبيئية التي ستنتج عن وصول مياه الصرف لبحيرة سد الملك فهد، وطالب سيف الهرش وعلي المعاوي وزارة الصحة ممثلة في صحة بيشة باتخاذ إجراءاتها التي تضمن سلامة المواطنين باعتبارها المسؤول الأول عن صحة الإنسان. هذا وكان المتحدث الرسمي لمياه عسير علي القاسمي قد أكد أن نفوق الأسماك في المياه الراكدة أمر طبيعي وبين أن ذلك يرجع علميا لعدم توفر غذاء وأكسجين كافي لنمو هذه الأسماك مما يدلل على خلو المياه من الفضلات الآدمية، وأَضاف انه من المعروف لدى المختصين أن الأسماك الصغيرة التي نفقت تحتاج في سبيل العيش لنسبة من الأكسجين الزائد أعلى من احتياج الأسماك الكبيرة كاملة النمو، أرجع نقص الأكسجين في البحيرة للتباين في درجات الحرارة وانخفاضها أثناء الانتقال الموسمي بين فصلي الصيف والشتاء بالإضافة إلى عدم دخول أشعة الشمس للمياه بشكل فعال نتيجة لارتفاع نسبة "العكارة"، مبينا "العكارة" ناتجة عن ركود المياه وعدم وجود تيارات مائية بالقدر الكافي لتوفير البيئة المناسبة لمعيشة الأسماك، فضلا عن أن التحلل الكيميائي للنباتات والأسماك الصغيرة جراء النقص سابق الذكر يساهم في زيادة استنزاف الأكسجين الذائب. هذا و زار فريق من حماية البيئة والثروة السمكية محافظة بيشة للوقوف على تلوث مياه السد بمياه الصرف الصحي المحولة من عسير عبر وادي بيشة، بعد ورود العديد من البلاغات لها من المواطنين بتلوث مياه السد مصدر الشرب الوحيد لهم. كما انتهى فريق من الثروة السمكية في وزارة الزراعة مكون من خمسة أشخاص خلال اليومين الماضيين من الوقوف على البحيرة وأخذ عينات من الأسماك النافقة، كما زار الفريق قريتي النجد والرس للوقوف على تدفق مياه الصرف هناك. يذكر أن الروائح الكريهة لبحيرة السد والتي يلاحظها كل من يزور السد وتغير لون المياه يكشفان بما لا يدع للشك مجال بأن المياه ملوثة وغير صالحة للاستخدام الآدمي.