عبدالله بن معد يكرب
صحابي جليل كان من أصحاب الصُفة، وهم الصحابة الزاهدين،
وكان يمتاز بالفروسية والشجاعة والورع والعلم،
وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم عدة أحاديث أخرجها له
الإمام أحمد
وأبو داود والترمذي وابن ماجة.
وشهد هذا الصحابي فتح مصر واختلط بأهلها
وأحب والسكن فيها سكنها
فأصبح شيخ المصريين في زمنه وعالمهم،
كما أنه يعد آخر من دخل من الصحابة الكرام إلى
مصر وآخر من مات ودفن فيها.
إنه الصحابي العالم عبد الله بن الحارث بن جزء بن عبدالله بن معد يكرب،
وهو من بنى مذجح،
وهي قبيلة باليمن معروفة، وذات نسب عريض مع قبائل شبه الجزيرة العربية.
لم يكن عبدالله بن الحارث اسمه عبدالله،
بل كان اسمه العاص فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم "عبدالله"
ولذلك قصة ذكرها ابن الحكم فى “فتوح مصر”
عن عبد الله بن الحارث الزبيدي قال توفي رجل
ممن قدم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم،
فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو عند
القبر ما اسمك فقلت العاص، وقال للعاص بن العاص ما اسمك؟
فقال: العاص، فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
"العاص أنتم عبد الله .. انزلوا"
قال فوارينا صاحبنا ثم خرجنا من القبر وقد بدلت أسماؤنا.
وقدم عبد الله بن الحارث مع جيش عمرو بن العاص فاتحًا لمصر
حيث قاد فيلقًا من فيالق المسلمين، وعرف عنه الشجاعة والإقدام في المعارك.
وبعد أن استقر الحكم الإسلامى بعد القضاء على
الظلم الروماني الذي كان ينشر الفساد في أرض مصر،
استقبله المصريون بمحبة وتودد واعتراف بالجميل وانتشر الإسلام في ربوع المحروسة
بالحب والتسامح على يد هؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم،
وجلس الصحابي الجليل بعلم الناس دينهم والقربى إلى الله.
وعاش عبدالله بن الحارث بمصر طويلًا حتى كف بصره في أخر حياته،
ومات بقرية تسمى "صفط القدور" أو قرنفيل "صفط تراب حاليا" التابعة للمحلة الكبرى
بمحافظة الغربية، ويقال إن جثمانه نُقل فدفن بقرافة المقطم بالقاهرة
فيكون بذلك أخر صحابي مات ودفن في مصر.
قال عنه ابن الأثير: "سكن مصر وتوفي بها بعد أن عمر طويلا".
وكان آخر من مات بمصر من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
ويُختلف في سنة وفاته،
فقيل سنة 85هـ وقيل 86هـ وقيل87هـ وقيل88هـ،
والأصح أنه مات سنة 86هـ
كما قال الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء
uf]hggi fk lu] d;vf
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|