دهاليز النفس البشرية

البشرية , النفس , دهاليز

دهاليز النفس البشرية

من أعمق الدراسات الأدبية هي دراسة النفس البشرية بأسلوب علمي، ولنبدأ بتعريفها وهي
كيف يفكر الإنسان وما يدور بعقله ومعرفة صفاته وحكاياته وغرائزه، وتكوين رؤية
كاملة عن شخصيته وميوله وسلوكه والتنبؤ بأفعاله، والتأثيرات التي استقرت فيها وأوجه
تعامله مع المجتمع ومن يسكنون معه في هذا المجتمع، ويتسع المعني ليشمل العالم من
حوله بما يضمه من ترادفات ومتضادات وحضارات وتقدم.

للعيون لغة فهل يستطيع الجميع قراءتها؟
وكيف للمهارات والعادات سواء الجيدة أو السيئة والانتقال من بيئة لأخرى من بيئة إلى
أخرى في تحويل كفة الشخصية، تلعب العيون نصيب الأسد في اكتشاف وإعطاء
الإنطباع عن الشخص نفسه فبرغم ما يحاول أن يخبيء ما يدور بخاطره فقد تفضحه
عيونه ومن خلالها تستطيع قراءة كل تفاصيل الشخصية وتأتي هذه المسألة لأناس معييين
وليس الكل يستطيع قراءة ما بداخل العيون وفك شفرات لغتها، فلا بد من الخبرة الكافية
والمرور بتجارب عديدة والإحتكاك بأنماط مختلفة من البشر وثقافات متغيرة، والتمعن في
العلم والدراسة العملية فرصة سانحة للغوص في النفس البشرية
للعيون لغة أيضًا من خلال بداية حديث الشخص وتسلسل أوائل الجمل وطريقة إلقائها
وحركة الجسد وحتى من لحظة التعارف وتقارب الوجوه والحميمية أو شعور النفور
والعطف والود والإحترام تفصيلات بسيطة تعطيك المدخل للشخصية التي أمامك، ولكن
لكل قاعدة شواذ فقد تجد من يحللون الشخصيات وأكملوا دراسة علم النفس وتحليله هم
أولى الناس للإصابة باختلال العقل ومقدمة الجنون والسباحة في بحر من التوهان

نحن بحاجة لمرشد يعرف ماهو داؤنا
وعندها يحدث الإنسان نفسه ويقول أنا أدري بدائي وسوف أعالج نفسي بنفسي، ويغفل بأنه
بحاجة ماسة لإستشارة طبيب نفسي أو عالم آخر ليرشده ويشخص له التشخيص المناسب
لحالته وتفنيد المشكلات الكامنة بداخله ومن ثم إعطائه العلاج المناسب لحالته وما يتجاوب
معه، خوف الناس من الذهاب للعاملين في المجال النفسي بسبب ما يسمي التشهير وكلام
الآخرين عنه ونعتهم له بالجنون وخفة العقل والإدراك ومعاملته معاملة الأطفال في
عقولهم، وليس كل من يذهب للعلاج بالمجانين
ففي الخارج يوجد الألوف وقد يتجاوز المليون من الحالات ولكن لا أحد يشعر بهم فقط
يريدون من يرشدهم لأقرب مستشفي للأمراض العقلية لكي يرتاحوا من عذاب الضمير
وعد الأموال والحرص عليها والخوف من الضياع، علم النفس والتفكير في الألوهية
والعقيدة والوجود ومحاولة إيجاد الأجوبة علي كثير من المسائل التي تعلو أفق العقل
والإدراك والوعي الظاهري واللاوعي الباطني وتفسير الأحلام والرؤي، والمس من
الشياطين والتحكم في النفس البشرية وتحريكها كيفما يشاءون.

نظريات “فرويد” لحل المشاكل النفسية
دخل بعض الفلاسفة والمفكرين في ضبابية الصورة وغياب الحقيقة مثل عالم النفس
الشهير سيغموند فرويد الأب الروحي لعلم التحليل النفسي ونظرياته وتجاربه ومحاولة
تطبيقها على النفس البشرية وعلاج الأمراض النفسية عن طريق التحاور البناء بين
الطبيب النفسي والمعالج “واكتشف أن عملية التفكير التي تتضمن التمني والتخيل مرضية
إلى حد ما” ، “وتقام عقولنا وسلوكياتنا التغيير بطبيعة الحال فكل ماهو جديد مخيف وغير
مرحب به”، ناهيك عن الفليسوف رينيه ديكارت الذي شك في وجود الله ووجوده هو
شخصيًا وبعد تمعن توصل إلى اليقين وبنى فلسفته على مقولة “أنا أفكر إذا أنا موجود”
حيث تناقش هذه العبارة الوعي، ومن المعروف أن الوعي من أهم الموضوعات التي
يهتم بها علم النفس عمومًا

نظرية “الإمام الغزالي” حول النفس البشرية
والإمام أبو بكر الغزالي الذي توصل أيضا الي اليقين بعد رحلة من الشك فقد عرف النفس
البشرية على أنها المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان ، أو أنها اللطيفة التي
هي حقيقة الإنسان وذاته ، كما يعتقد الغزالي أن النفس خالية من أي نقش ، فإن تعود
صاحبها على الخير نشأ عليه ، وإن تعود على الشر سار عليه ،

ارتباط علم النفس بعلم الاجتماع
في العصر الحديث الدكتور مصطفي محمود ورحلته من الشك إلى اليقين وقال من خلال
بحثه القيم أن يكشف لنا عن علم نفس كامل شامل موجود في القرآن و هو نقيض العلم
الذي وضعه العالم والدكتور النمساوي “فرويد” ومعناه أن يطمئن القلب وترتاح النفس
و يسكن الفؤاد و يزول القلق فالحق لابد واصل لأصحابه يرتبط علم النفس ارتباطًا وثيقًا
كما قلنا بعلم الإجتماع ونذكر مؤسسه العالم العربي ابن خلدون ومن أشهر أقواله “النوع
الإنساني لا يتم وجوده إلا بالتعاون” “يقلب الحاكم توجسه وغيرته من شعبه إلى خوف
على ملكه، فيأخذهم بالقتل والإهانة” ، “إن الملك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة
فلا بد من عودته إلى شعب آخر منها ما دامت لهم العصبية”

علم النفس وعلم الاجتماع كل منهما يخدم الآخر
بناءً على ماسبق فعلم الاجتماع هو دراسة المجتمع بجميع أركانه على النفس البشرية
وشخصية الأفراد وتعاملها واحتكاكها مع بعضها البعض والأخذ والرد والحوار وما
سيؤول إليه الفعل في المستقبل، وعند دراسة علم النفس لا بد من دراسة جزء من مواد
الإجتماع والعكس حتي يلم العالم أو المحلل النفسي بتفاصيل الشخصية من جميع الجوانب
الأخلاقية والقيم الروحانية والمباديء الرشيدة ومن هنا يصبح الرأي النهائي صائبًا،
فالبيئة التي تربي عليها الإنسان تشكل أكثر من ظ¦ظ*% من شخصيته والنشأة والتربية
والمرور بكل مراحل عمره وهو يكتسب كل فترة أشياء وصفات وينتقل بها للمرحلة
التالية حتى يصل إلى هرم تكوين شخصيته سواء الفريدة أو المنبوذة من الآخرين


البيئة وتأثيرها في تشكيل الشخصية
الوحدة والكبت والإنعزال وعدم القدرة علي الرد والخوف الدفين من الإنتقام وتلقي
الصدمات من الأسباب الواقعية لتشكيل شخصية الإنسان ليكون إنسان موجود وغير
موجود، في جسده الروح وفي نفس الوقت كالميت على ظهر الحياة التي قلبته على
الجانبين ونفضت تراب السنين من على جسده، هناك من يبدع من الممثلين في نقل
النماذج الحية والميتة ويتقن دوره على أكمل وجه من التقمص والالتصاق بالشخصية
لدرجة أن الدور يتملكه ويعيش به أيضًا خارج السرب والحبكة الدرامية، من أن الشخص
قد لا يكون درس فن التمثيل
ولكنه وضع من قبل الغرب كعروسة المولد يحركها كيفما يشاء شمالًا ويمينًا وفعلًا ونطقًا
لا يحيد عن طريق الهوان وتكدير وتنكيل الأنفس الأخرى ضريبة النجاح والتثبيت
والمضي قدما إلى الأبد متحكما لا يبغي الرحيل، نرحل نحن ولكن يظل هو نجمه عالي
مسيطر على كل الشاشات وضيفًا غير كريمًا في المهرجانات الدولية، النفس الشريرة ما
أبغضها وسط الطرق المؤدية إلى القصور والمنتجعات والقضبان كل له طريق خاص من
تنمية الرؤوس وقذفها بلا ضمير سواء بالصعود لأعلى أو السقوط في الهاوية، تنمية
الإنسان والإهتمام بالنفس البشرية آخر الآمال وأصبحت من الأحلام، ولكن طالما الله
تعالى موجود فالأمل والتفاؤل مع الحق والعدل لزم أن يسودا الوجدان قبل العقول،
وترجع الشخصيات إلى نقائها وصفائها مرة أخرى وتتعاون وتتحد في سبيل إعلاء
الدين ومحاربة الأعداء ورفع الظلم من الأجواء بإذن الله.

المصدر: منتديات تراتيل شاعر - من قسم: [ عآلم آلنجآح وتطوير آلذآت▪●

---

]ihgd. hgkts hgfavdm hgkts