06-30-2024, 12:25 AM
|
|
|
|
تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل
كان صلى الله عليه وسلم يُحرِّضُ على قيام الليل، ويرغِّب فيه، وقد ترجم الإمام البخاري رحمه الله تعالى في "صحيحه" على هذا المعنى بقوله: "باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل والنوافل مِن غير إيجاب"، ثم أورَدَ حديث أمِّ سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ ليلة، فقال: ((سبحان الله! ماذا أنزل الليلة من الفتنة؟ ماذا أُنزل من الخزائن؟ مَن يُوقظ صواحب الحجرات؟ يا رُبَّ كاسية في الدنيا، عارية في الآخرة))[1].
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرَقَه وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال: ((ألا تُصليان؟)) فقلت: يا رسول الله، أنفسُنا بيد الله، فإذا شاء أن يَبعَثَنا بعَثَنا، فانصرف حين قلنا ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئًا، ثم سمعته - وهو مُوَلٍّ - يضرب فخذه، وهو يقول: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴾ [الكهف: 54][2]، رواه الشيخان.
• وقد كان قيام الليل واجبًا على النبي صلى الله عليه وسلم وحده، وأما قيام من قام من المسلمين معه بمكة إنما كان تأسيًا به وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليه[3]، وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله تعالى في "صحيحه" كتابًا في قيام الليل، ثمَّ قال: "باب التهجُّد بالليل، وقوله عز وجل: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ [الإسراء: 79]"[4].
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: "واختُلف في معنى قوله: ﴿ نَافِلَةً لَكَ ﴾ فقيل: معناه أنك مخصوصٌ بوجوب ذلك وحدك، فجعلوا قيام الليل واجبًا في حقه دون الأمة؛ رواه العوفي عن ابن عباس، وهو أحد قولَي العلماء، وأحد قولي الشافعي رحمه الله، واختاره ابن جرير"[5].
وفي صحيح مسلم عن سعد بن هشام أنه أتى عائشة رضي الله عنها فقال: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: "ألست تقرأ ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾؟ قلت: بلى، قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام الليل في أوَّل هذه السورة، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حَولًا، وأمسَكَ الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء، حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف؛ فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة"[6].
وروى ابن أبي حاتم بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أوَّل ما نزل: أول ﴿ الْمُزَّمِّلُ ﴾، كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان، وكان بين أولها وآخرها قريبٌ من سنة.
وروى ابن جرير رحمه الله بسنده عن أبي عبدالرحمن[7] قال: لما نزلت: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾، قاموا حَولًا حتى ورمت أقدامهم وسوقهم، حتى نزلت: ﴿ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾، قال: فاستراحَ الناس[8].
• ويُكره للمسلم أن يدَعَ القيام إذا اعتاده، وعلى هذا ترجَمَ الإمام البخاري رحمه الله بقوله: "باب ما يُكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه"، ثمَّ أورد حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدالله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل، فترك قيام الليل))[9]، رواه البخاري.
قال شيخُنا سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز[10] رحمه الله: "هذا فيه بيان شرعية قيام الليل، وأنه ينبغي للمؤمن ألا يتشبَّه بأهل الكسل، وإنما يتشبَّه بأهل الجد والنشاط في العمل الصالح ولو نافلة، وفيه أن التواصي بالحق والصبر من سُنَّة الرسل وأتباعهم، فليست الوصايا خاصة بالواجبات وترك المحرمات، بل حتى في النوافل، وكان عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما بعد ذلك يُصلي كثيرًا، حتى جاء عنه أنه كان لا ينام، يُصلي الليل كله، ويصوم النهار، واجتهد في العبادة حتى أمَرَه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يَقتصد، فقال: ((يا عبدالله، إن لنفسك عليك حقًّا، ولربك عليك حقًّا، ولضيفك عليك حقًّا، وإنَّ لأهلك عليك حقًّا؛ فأعط كل ذي حقٍّ حقه))[11]، وكان يقرأ القرآن كل ليلة، فالمقصود أنه بعد هذه الوصية اشتد حرصه على الخير؛ حتى أمره الرسول صلى الله عليه وسلم بالاقتصاد؛ لأن الله لا يحب الغلو في هذه المسائل، فكان يصوم يومًا ويُفطر يومًا، ولم يُرد أن يدع سنَّة فارق عليها النبي صلى الله عليه وسلم". اهـ.
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا عمل عملًا أثبته وداوَم عليه، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((أحَبُّ العمل إلى الله: ما داوم عليه صاحبه، وإن قلَّ))[12]؛ رواه الشيخان.
jpvdq hgkfd wgn hggi ugdi ,sgl ugn rdhl hggdg hggi hgkfd fdvdA ugdi ,sgl
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 03:58 AM
|