تُعرف السعودية بجوها المرتفع في درجات الحرارة خلال فترة الصيف، فقد تصل درجة الحرارة إلى نهاية الخمسينات المئوية، لذلك عمل الناس قديماً في التراث السعودي على صنع أدوات تخفِّف عنهم شدة الحرارة في وقت لم تكن فيه المكيفات وأجهزة التبريد متوفرة، ومنها المروحة "المهفة" المصنوعة من السعف والخوص، التي كانت تشكِّل قيمة كبيرة في الحياة المعيشية في ذلك الوقت وجمعها "مهاف"، وتُسَمَّى أيضاً الهواية أو المروحة، وفي التالي سنتعرف على طريقة صناعتها وأهميتها. وظيفة المهفة
هي من الأدوات الشعبية اليدوية المصنوعة من الخوص، وهو أوراق سعف النخل، تحرِّك الهواء يدوياً لتزيد من تياره، وتلطف الجو على مستخدمها، وتبرده من أشعة الشمس الحارة، وقد قَلَّ استخدامُها مع وجود أجهزة التكييف، ولكنها ما زالت موجودة. صناعة المهفة وتلوينها ويتحلى صانعها بالقوة؛ إذ يُستخدم في صناعتها اليدان والأسنان في الفك والتقطيع والربط أو المخايط أو المخارز التي تحل مكان الإبرة إلى جانب المقص والحجر، والخشب ووعاء تُغمر فيه أوراق النخيل لتبليلها ليسهل تشكيلها؛ حيث تُجمع بعد أن تعرض للشمس إلى أن تتحول للون الأبيض، ويتمُّ تجديلها يدوياً إن تمت صناعتها من أوراق النخيل العادية الخشنة والطويلة، أما إن كانت من لبة الخوص المميزة بنصاعة بياضها وصغر حجمها فتكون سهلة التشكيل بطبيعتها، وبعد انتهاء مرحلة التشكيل يتمُّ تلوين الخوص قبل أو بعد التجديل، ويشكَّل بالاستعانة بإبرة عريضة وطويلة وخيط أسود من الصوف للتزيين، ويتمُّ تلوينه بالأصباغ المنتشرة في أماكن العطارة؛ حيث يتم غلي الماء في وعاء كبير ووضعه فيه، ثم إسقاط الخوص لدقائق ليتم تلوينه ثم يُترك في الشمس ليجف، والألوان المنتشرة قديمًا هي اللون الأخضر والعنابي والبنفسجي والأحمر والأزرق، وهي تُصنع أيضاً بالمواد الرقيقة كالورق والخشب والريش.