شرح حديث ابن عمر: "أراني في المنام أتسوك بسواك
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« أراني في المنام أتسوَّك بسواكٍ، فجاءني رجلان، أحدهما أكبر من الآخر
فناولتُ السواكَ الأصغر، فقيل لي: كبِّر، فدفعتُه إلى الأكبر منهما »
رواه مسلم مسندًا، والبخاري تعليقًا.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
وفي حديث الرؤيا التي رآها الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه كان صلى الله عليه وسلم
يتسوَّك بسواك فجاءه رجلان، فأراد أن يعطيه الأصغر، فقيل له: كبِّر كبِّر.
فيه دليل أيضًا على اعتبار الكِبَر، وأنه يُقدَّم الأكبر في إعطاء الشيء.
ومن ذلك إذا قدَّمتَ الطعام مثلًا أو القهوة أو الشاي، فلا تبدأ باليمين، بل ابدأ بالأكبر
الذي أمامك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يعطيه الأصغر قيل له: كبِّر
ومعلوم أنه لو كان الأصغر هو الأيسر لا يذهب الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه إياه
فالظاهر أنه أعطى الأيمن من أجل التيامُن، لكن قيل له: كبِّر؛ يعني أَعطِه الأكبر
فهذا إذا كان الناس أمامك تبدأ بالكبير، لا تبدأ باليمين، أما إذا كانوا جالسين
عن اليمين وعن الشمال، فابدأ باليمين.
وبهذا يُجمَع بين الأدلة الدالَّةِ على اعتبار التكبير؛ أي: مراعاة الكبير، وعلى اعتبار الأيمن
أي: مراعاة الأيمن، فنقول: إذا كانت القصة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان معه
إناء يشرب منه، وعلى يساره الأشياخ، وعلى يمينه غلام، وهو ابن عباس، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم للغلام: ((أتأذن لي أن أُعطيَ هؤلاء؟))، فقال الغلام: لا والله
لا أُوثِر بنصيبي منك أحدًا. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان هكذا فأَعطِه مَن على يمينك، أما الذين أمامك فابدأ بالكبير، كما
تدلُّ عليه السُّنة، وهذا هو وجه الجمع بينهما.
ثم إن الإنسان إذا أعطاه الكبير، فمن يعطي بعده؟ هل يعطي الذي على يمين
الكبير ويكون عن يسار الصابِّ، أم الذي عن يمين الصابِّ؟
نقول: يبدأ بالذي عن يمين الصاب وإن كان على يسار الكبير؛ لأننا إذا اعتبرنا التيامن
بعد مراعاة الكبر، فالذي على يمينك هو الذي عن يسار مقابلك، فتبدأ به، ما لم يسمح
بعضهم لبعض، ويقول: أعطه فلانًا.. أعطه فلانًا؛ فالحقُّ لهم، ولهم أن يُسقِطوه، والله أعلم.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 238- 239)
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
avp p]de hfk ulv: "Hvhkd td hglkhl Hjs,; fs,h;
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|