ومجالسته، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم،
المثل الأعلى فى حسن الصحبة، وجميل المعاشرة
وأدب مخالطته لغيره، وله فيه هذا الأمر مواقف
مشهودة لمن أراد الاقتداء
به فى طيب معشره وحسن صحبته.
يقول الإمام على رضى الله عنه:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أوسع الناس صدرًا وأصدق الناس
لهجة وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة»،
وقال أنس رضى الله عنه:
«خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشر سنين فما قال لى قط أفِ».
ومن شواهد أدب عشرته أنه ذات يوم
مر صلى الله عليه وسلم على أبى بن أبى سلول
وهو جالس مع بعض المسلمين وغيرهم،
فقال ابن أبى سلول للنبى صلى الله عليه وسلم،
وهو راكب على دابته لا تغبروا علينا،
ارجع إلى رحلك فمن جاءك منا فاقصص عليه،
فغضب المسلمون واستابوا مع المشركين
حتى كادوا يقتتلون فهداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومنعهم من التواثب على بعضهم البعض
ومضى صلى الله عليه وسلم
على دابته فنزل على سعد بن معاذ
وذكر له ما حدث فقال له سعد رضى الله عنه،
«يا رسول الله اعف عنه واصفح فقد
اتفق أهل هذه البحيرة «المدينة»
أن يعصبوه ملكًا عليهم فلما رد الله ذلك
بالحق الذى بعثت به حزن من ذلك»،
فعفا عنه النبى صلى الله عليه وسلم.
ولما أراد الانصراف صلى الله عليه وسلم
قرب إليه سعد بن معاذ رضى الله عنه ****ًا
ووطئ عليه قطيفة فركب الرسول صلى الله عليه وسلم،
ثم قال سعد لابنه قيس اصحب رسول الله،
فقال صلى الله عليه وسلم
لقيس إما تركب معى ال****
أو تنصرف، فانصرف.