يشيب ابن آدم - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

منتدياتَ تراتيل شاعرَ َ
 
 
     
فَعَالِيَاتْ تراتيل شاعر
                 




زوايا عامه { مَقْهَى يُعَآنِقُ العُقُول .. تُسْكِبَهُ حُرُوْفَكُم بِـ " مَوَآضِيْعَ عَآمَه

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 04-05-2021, 03:07 PM
شموع الحب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
 
 عضويتي » 1189
 جيت فيذا » Mar 2016
 آخر حضور » 10-14-2024 (06:29 PM)
آبدآعاتي » 946,246
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه »  Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع naser
مَزآجِي  »  1

اصدار الفوتوشوب : لا استخدمه My Camera:

My Flickr My twitter

sms ~
 
جديد1 يشيب ابن آدم




في بهو احد المصارف اكتظت جموع من الناس بانتظار دورهم في انجاز معاملات الاكتتاب
في اسهم احدى الشركات الجديدة، وكان من بين هؤلاء عدد ليس بالقليل من كبار السن والزمن
المنهكين الذين لا يقوون على الحركة الا بشق الانفس، وبينما كان الموظف المختص ينادي
اصحاب الارقام التي حانت نوبتها للتسجيل كان احد هؤلاء المسنين يؤدي دور صدى صوت
الموظف فيكرر الارقام نفسها، بل كان يزيد من عنده ذكر ارقام لاحقة ليستعجل نوبته، مما جعله محط انظار
الحضور، ومعلوم ان الشيخوخة تعيد المرء الى اخلاق الطفولة وطبائع الصبية، ولذا فلم يكن
الشيخ المسن ذو اللحية البيضاء يقيم ادنى وزن لنظرات المبحلقين المستغربين من عجلته ولهفته الكبيرتين
وحين نادى الموظف برقمه الخاص قفز المسن من مقعده بخفة ورشاقة وكأنه غلام في السابعة عشرة من عمره
وكانت عصاه التي يعتمد عليها ذات ايقاع مميز حين تلامس البلاط الرخامي الصقيل، كان مشهدا
ظريفا للغاية، ومما زاده ظرافة ان صاحبنا حين انجز مهمته التي ارهقت الموظف كثيرا خرج من المكتب
بأناة وتؤدة تناسب وقار الشيخوخة وضعف البنية وتنبىء عن ارتياح كبير بزوال القلق من خوف
فوات موعد الاكتتاب!!. تذكرت حينها الحديث النبوي الكريم (يشيب ابن ادم وتشب منه خصلتان:
الحرص وطول الامل) فقد كان ذلك الشيخ الهرم نموذجا مطابقا للواقع البشري الذي اخبر عنه الحديث
فهو قد جاوز السبعين بسنين وبلغ الغاية في الحرص والشره وكأنه سيستقبل سبعين اخرى
والمثير فعلا ان مثل هذه الشركات الوليدة تحتاج لسنين عديدة حتى تؤتي اكلها وتحقق اسهمها ارباحا مجزية
فهل قدر ذلك الهرم في نفسه انه مدرك ذلك الميعاد؟ وليت شعري ان ادركه فعلا
ففي اي متعة دنيوية سيصرفه وقد امست حواسه الخمس وقدراته الجسدية عاجزة عن القيام
بأدنى مجهود ولو كان مجرد مضغ قطعة لحم نضيجة!
ترى ما الذي يدفع الانسان في مثل هذه السن المتأخرة إلى مزيد من الحرص على الدنيا والاسراف

في نسج خيوط ذهبية من الامال الممتدة لما بعد الموت؟ اليس حرياً به بعد هذه الفترة الطويلة التي عاشها
في معترك الحياة ان يزهد فيها لما رآه من طبائعها المتقلبة بأهلها ونقضها لما ابرموه معها من عهود ومواثيق
وخيانتها لمن ركنوا إليها وعولوا على حبها؟ أليس الشيب نذير صدق مؤذن بأفول نجوم الحياة
واقتراب المنية المحتومة؟ ومع تقدم العمر تضعف الحواس وتنطفئ جذوة الشهوات
ولا يعود للحياة بريقها الذي يسحر الالباب ويأسر القلوب ايام الصبا والشبيبة، لكن الناس
لا ينظرون لهذا الجانب الواعظ نظرة اعتبار وتفكر، فهم على النقيض من ذلك يسعون للتملص
من سطوة الحقائق مجتهدين في مغالطة الوقائع، بل ربما اتخذوها ذريعة لما هم فيه من حرص متأجج
وامل طامح، فإذا ما اوشك رصيد العمر على النفاد صاح لسان حالهم قائلا:
عليكم ان تستغلوا ما تبقى من صبابة الاعمار وسؤر الايام لتحقيق ما لم تتمكنوا من الفوز به
في سنينكم السوالف، واذا كان ما تبقى اقل بلا ريب مما فات فليس امامكم سوى اغتنام الفرصة الاخيرة!!
انهم تماما كخيول السبق التي تحاول ان تدخر طاقتها للمرحلة الاخيرة منه لتتمكن من احراز قصبة
لكن ثمة فارقا مهما، فخيول السبق قادرة على التصرف بقدراتها اما نحن فإننا اضعف
ما نكون حين نوشك على بلوغ الغاية المحتومة، ووقتها سيحرز الموت قصب السبق!!.


د. جاسم الفهيد.


dadf hfk N]l dwdf





رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
 (04-06-2021),  (04-06-2021),  (04-05-2021)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يصيب

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خشية الله بالغيب ۩۞۩ رآقـيے بطبعيے ۩۞۩ نفحات آيمانية ▪● 17 06-01-2017 09:36 PM
حسيت بشي في عيونه حب يجذبني لمس الروح هذيان الروح ▪● 19 03-27-2017 03:38 PM
خشية الله ضوء القمر نفحات آيمانية ▪● 25 03-28-2016 10:24 PM
بأي ميزان حسدت و حقدت ؟ اوراق الحنين نفحات آيمانية ▪● 22 02-12-2016 05:34 PM
أعمى يصيب الهدف شافي قصص - روآيات - حكايات ▪● 33 09-22-2015 05:01 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:56 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM