إذا كان هناك درسًا واحدًا فقط يجب أن تتعلمه في هذا العام بأكمله، فهو أنك بالتأكيد أهم شخص في عالمك بأكمله، وعليك أن تعيش حياتك كلها من خلال عينيك، وأن تكون تفاعلاتك مع العالم، وأفكارك وأفعالك وكلماتك وعلاقاتك نابعة من ذاتك، فعليك أن تعرف أن الشخص الوحيد المهم في حياتك هو أنت، ويجب أن يظهر هذا في مدى حبك ورعايتك لنفسك.
وتعد علاقتك بنفسك هي العامل الأكثر تحديدًا في تشكيل نوع الحياة التي تعيشها، فكلما قل حبك لنفسك، واستماعك وفهمك لها، كلما كان واقعك أكثر ارتباكًا وغضبًا وإحباطًا، ولكن عندما تبدأ في حب نفسك أكثر، كلما زاد حبك للآخرين ولكل من حولك، ويبدأ كل هذا في التحسن بالتدريج.
لذا ابدأ في حب نفسك أولاً، وقد لا يكون من السهل القيام بذلك، ولكنه بالتأكيد أهم شيء.
2- فكر في الأشخاص الذين تحبهم:
عليك التفكير في الأشخاص الذين تحبهم وتحترمهم في حياتك، كيف تعاملهم؟، هل أنت لطيف معهم، وصبور على أفكارهم، وتسامحهم عندما يخطئون؟، هل تمنحهم المساحة والوقت والفرصة؟، تأكد من أنك تعطيهم كل هذا الاهتمام لأنك تحبهم حقًا.
فكر الآن في كيفية معاملتك لنفسك، هل تمنح نفسك الحب والاحترام اللذين قد تمنحهما لأصدقائك المقربين أو لأشخاص آخرين مهمين؟، هل تعتني بجسمك وعقلك واحتياجاتك؟.
فيما يلي جميع الطرق التي يمكن أن تظهر بها حبك لذاتك من خلال الاهتمام بجسدك وعقلك، خلال حياتك اليومية:
- النوم بشكل كافي.
- تناول الأكل الصحي.
- إعطاء نفسك الوقت والمساحة لفهم روحانياتك.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- شكر نفسك ومن حولك.
- اللعب عندما تحتاج لذلك.
- تجنب الرذائل والتأثيرات السامة السلبية.
- وقت للتأمل.
كيف تقول أنك تحب نفسك حقًا؟، إن حبك لنفسك هو أكثر من مجرد حالة ذهنية، إنه أيضًا سلسلة من الإجراءات والعادات التي تقوم بتضمينها في حياتك اليومية، فعليك أن تظهر لنفسك أنك تحبها من بداية يومك وحتى نهايته.
بالتأكيد قول كل هذا أسهل من فعله، لكن الاستراتيجية الأولى التي أوصي بها هي منح نفسك الوقت والمساحة لممارسة تقنيات التأمل، الأمر ليس سهلاً وسيتطلب مجهودًا، ولكن إذا التزمت به كل يوم فسيبدو أبسط.
3- تحمل المسؤولية:
إذا كنت تعاني من مشاكل حب الذات، فهل ستتحمل مسؤولية نفسك؟، أعتقد أن تحمل المسؤولية هو أقوى سمة يمكن أن نمتلكها في الحياة، لأن الحقيقة هي أنك مسؤول في النهاية عن كل ما يحدث في حياتك، بما في ذلك سعادتك وتعاستك والنجاحات والفشل.
أعلم أن الحياة ليست دائما لطيفة أو عادلة، ولكن لا أحد يختار تدني احترام الذات والشعور بانعدام القيمة، لكن الشجاعة والمثابرة والصدق، وقبل كل شيء تحمل المسؤولية، هي الطرق الوحيدة للتغلب على التحديات التي تفرضها علينا الحياة.
4- قبول الألم:
لا أحد كامل، فهناك من يخلط بين حب الذات والإيجابية اللانهائية والتفاؤل اللامتناهي، وهناك من يمضون يومهم في حمد الله بغض النظر عن مدى شعورهم بالسوء أو مدى فظاعة محنتهم.
ونعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، فيجب أن تتقبل ألمك، فالحقيقة هي أن تفاؤلك اللامتناهي كذبة كبيرة، أنت تكذب على جزء من نفسك، وتتجاهل احتياجاتك، لأننا جميعًا لدينا جانب مظلم، كلنا نشعر بالكرب والكراهية والألم، وتجاهل هذه الحقائق ينهش في روحنا، ويجبرنا على الانهيار روحيًا وعقليًا.
اسمح لنفسك أن تكون صادقًا مع من أنت، سامح نفسك على أفعالك الماضية، تلك الأشياء التي تخجل منها، تقبل أنك أحيانًا حاملًا للمشاعر السلبية، مثل الاشمئزاز والغضب والغيرة، وتعلم أن تتقبل الصمت عندما تحتاجه.
5- التصالح مع النفس:
بينما تدور الخطوة السابقة حول الاعتراف بالألم والخطأ وتقبلهما، فإن الخطوة 5 تدور حول التصالح مع الذات، اسأل نفسك هذا السؤال: هل تحب نفسك تمامًا؟، فقبول عيوبك وأخطائك شيء، ولكن محبة نفسك وتصالحك مع أفكارك ومشاعرك ورذائلك وأخطائك؟، هذا مستوى أعلى تمامًا من حب الذات.
عليك أن تفهم نفسك، وتتصالح مع أخطائك، وتفهم لماذا قمت بذلك وقتها، وتتفادى القيام بهذه الأشياء الخاطئة مرة أخرى، وتعلم أن تحب نفسك بطريقة لا يقدر عليها أحد سواك، وتوقف عن الشعور بالخجل من ماضيك وابدأ في فهمه.
6- أفكارك مجرد أفكار لا أكثر:
أول شيء يجب أن تدركه هو أن معظمنا سلبيون بطبيعتهم، لدينا آلاف الأفكار كل يوم، والمثير للصدمة أن 70 بالمائة منها قد تكون سلبية، لماذا؟ لأن المخاوف والهموم ضرورية لنا لحماية أنفسنا، لذا هذا هو السبب في أنك تعاني من كره ونقد ذاتك في الوقت الحالي، فما الذي تحتاج إليه الآن؟ هو أن تدرك أن أفكارك مجرد أفكار لا أكثر، وعليك عدم تصديقها ولا فعلها.
على الرغم من أن التفكير في الأفكار السلبية نادرًا ما يفيدك، أعتقد أن هناك فرقًا كبيرًا بين السلبية والغضب الطبيعي، لأن الأخير يمكن أن يكون في الواقع قوة من أجل تحقيق الخير في حياتك، لذا عند التفكير في أفكار سلبية عليك أن تعاند نفسك ولا تفعلها، فتكون سببًا لتوقفك عن هذا.
7- إفهم نفسك:
في طريق اكتشاف وحب الذات، ستكتشف حقائق عنك ستخيفك وتصدمك، لكن الهدف هو أن تشق طريقك من خلالها وتبدأ في حب نفسك أكثر من خلال التفاهم والقبول.
وبعد الانتهاء من فهم شخصيتك، إعرف أن هذه هي صفاتك الروحانية، والعاطفية، والفكاهية، وحاول محو صفاتك السيئة، وعندما تحب نفسك والأشياء المتعلقة بك، عندها فقط يمكنك فهم نفسك وتعريف الآخرين بك بشكل صحيح.
8- ماذا تريد حقًا أن تفعل في حياتك؟
هل لديك هدف؟، حيث يعد فهم ما تريد والمكان الذي تريد الذهاب إليه أمرًا بالغ الأهمية لتكون سعيدًا، ولإيجاد معنى للحياة.
لذا إذا كنت لا تعرف ماذا تفعل في حياتك، فعليك الاستعانة بأحد المتخصصين النفسيين لمعرفة هدفك في الحياة، فتحقيق هذا الأمر سوف يجلب لك السعادة وحب الذات، ويمكنك أن تكون أنت الأخصائي النفسي الخاص بحياتك، ولا تستعين بأحد إن كنت لا ترغب.
9- الشعور بالامتنان:
أن تكون ممتنًا، يمكن أن يجعلك شخصًا أفضل وأسعد، ولكن كيف تنمي الشعور بالامتنان؟ فإن إحدى أسهل الطرق لممارسة الامتنان هي أن تكتب لنفسك كل صباح بعض الأشياء التي تكون ممتنًا لها في حياتك.
10- مارس التمارين الرياضية:
قد يكون أحد أقوى الأشياء التي يمكنك القيام بها لتعزيز الشعور بحب الذات، هو أن تبدأ فقط بالتمتع بصحة أفضل، وهذا سيجعلك تشعر بتحسن تجاه نفسك، وسيحسن صحتك النفسية.
ووفقًا للدراسات العلمية، ثبت أن عادة ما يكون هناك تأثير فوري لتحسين الحالة المزاجية بعد حوالي خمس دقائق من بدء ممارسة التمارين الرياضية.
وعند القيام بالتمارين الرياضية باستمرار، يمكن أن تساعد في تقليل الشعور بالاكتئاب والقلق على المدى الطويل، وبالتالي يمكن أن يساعدك هذا في الحفاظ على شعور صحي بالثقة بالنفس.