في أحد أيام شهر مارس
طلبت منا المعلمة أن نكتب موضوع إنشائي عن الأم
قد تكون مصادفه أن عيد الأم في نفس الشهر
ولكن هذا ما طلبته
احترت كثيرا فكلنا نعرف
ما قاله الشعراء
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعــراق
وبيت أحمد شوقي الشهير
لولا التقى لقلتُ: لم.. يَخلُقْ سِواكِ الوَلدا!
إن شئتِ كان العيرَ، أو.. إن شئتِ كان الأسدا
أو ذلك البيت الذي اعتادت معلمتنا أن تثير به الهمم
وإذا النساء نشأن في أمية . . رضع الرجال جهالة وخمولا
ولكن كلها أبيات لا تعنى لنا شيء في الحقيقة
فكل هذا لا يعنى أمي
ولن أظلمها فهي لم تظلمني يوما
أنا أكرهها عشت لسنوات و أنا أراها مجرد أداة للضرب
لكل تلك العادات و التقاليد البالية
النوم أذان المغرب..الخروج ممنوع..التحدث في التلفون مع الصديقات إضاعة للوقت
الدراسة ثم العمل في المطبخ
كم هائل من الأوامر التي لا تنتهي و في النهاية لا ترضى عن كل ما قمنا به
أعلم أنها تمنت ولدا لا بنتا فقد سمعت والدي كثيرا يشير إلى ذلك في حديثه
و لكن أنا لم أخلق نفسي و لو خيرت لما اخترتها أما لي
كنت اقرأ هذه الكلمات من ورقة مجعدة رمتها ابنتي بإهمال في غرفتها كالعادة
على أمل أن أنظف الغرفة و ارمي كل تلك الأوراق المبعثرة
لم تكن تعلم يوما أنى اقرأ كل ورقة و أتاكد أنها غير مهمة قبل إلقائها في صفيحة القمامة
لم تكن تعلم أنى أقف دائما خلف الباب استمع لها و هي تردد الآيات لتحفظ ما عليها من سور القرآن
فكم كنت أعشق صوتها الحنون و هي تقرؤه
سبحان من جعل في صوتها تغريد الطير و همس الحنان
أشياء كثيرة لم تكن تعرفها ابنتي
ولم أحاول يوما أن اجعلها تعرفها
أراها دائما اصغر من أن تعرف الهم و الألم ,لن يحتمله كاهليها الصغيرين
فقبلت أن أكره اليوم على أن أكره كل يوم
فهكذا ربتني أمي و كرهتها من كل قلبي فقد رحلت في اليوم الذي عرفت فيه معنى أم
و كل تضحياتها من أجلى
كرهتها فقد ذهبت قبلي