(1) لسبب ما
نصاب احيانا بالحزن
ربما لفقدان شىء يعنى لنا الكثير
او لرحيل انسان لانستوعب فكرة رحيله
ولانملك القدرة على مواجهة واقع غيابه
او لسماع نبأ حزين يقع علينا وقوع الجبل
او لرؤية مشاهد تثير بنا من الكفو يسلموسيس مانكره
(2)
وعندها..
يتجول بنا احساس الحزن
قد يأخذ دورته القصيرة بنا
ثم يرحل بلابصمة غائرة اواثر يذكر
او قد يتضخم بنا بشكل مخيف
ويتفرع فينا كالاشجار العتيقة
ويصبح مع الوقت شى لايمكننا التخلص منه
لان اعماقنا اصبحت لجذوره وطنا !!
(3)
وبقاء الحزن بنا يفقدنا الكثير
فمع مرور الوقت نصبح اسرى للحزن
ونبقى سجناء دائرة ضيقة من الحزن
ونفقد احساسنا بمتعة الاشياء
ونفقد الاحساس بالحياة ذاتها
فلا نرى من الوجود سوى وجه الحزن
الذى ينمو مع الوقت بنا كجنين غير مرغوب فيه
(4)
وكلمامر بنا العمر
كلما صعب علينا التخلص من الحزن
لاننا دون ان نشعر نعجن منه ونتشكل به
ونصبح كتلة من الحزن
كتلة يتحاشاها الاخرون تجنبا لعدوى الحزن
فالحزن احساس ينتقل الى كالعدوى الى الاخرين!!
(5)
وقد نكتشف حجم الوحدة من حولنا
حين نكتشف تقلص عدد المحيطين بنا
اوغياب الناس من حولنا
فلكل همه الذى لم يبقى فيه لهموم الاخرين مكانا
فنحن فى زمن لايمنح الفرح الا قليلا
لذلك نرى تسارع الاغلبية لكل مافيه للفرح رائحة
وتجنب اهل الحزن تجنبا للمزيد من الهم !!
(6)
ونشعر احيانا
ان معجزة ما قد حدثت
وان الحزن قد غادرنا اخيرا بى عودة
لكننا سريعا مانعود للشعور بالاحباط
حين نكتشف قصر عمر الفرح فى عمرنا
وحين نكتشف ان الحزن كان يمازحنا
حين اختبأ عنا ...
ربما كى يظهر بصورة اكبر واقوى
(7)
لكن...الى متى ؟؟
الى متى سنبقى اوفياء لحزن عتيق؟؟
الى متى سنحتفظ بصناديق الحزن فى اعماقن؟؟ا
الى متى سنبقى سجناء دائرة مظلمة؟؟؟
الى متى سنبقى خلف الحائط الفاصل بيننا وبين الفرح؟؟
الى متى سنبقى متسترين بملابس الهم والوهم؟؟؟
الى متى ...سيبقى قيدنا فى يد الحزن
يسحبنا....يجرنا....يأخذنا الى مدن بعيدة عن الحياة ؟؟؟؟
(8)
ومحاولة اخيرة للتحرر
اذا كنت من ضحايا الحزن طويل الامد..
فاسأل نفسك:
ماذا ابقى الحزن لك ؟؟
واسأل الحزن :
ايها الحزن....ماذا أبقيت لى ؟؟
ثم تجول بك...وتلفت حولك ...لتقرأ إجابة سؤالك !!