تقدم الصورة
تجربة ثرية وقراءة غنية بالدلالات والتأويلات كأي نثر مكتوب إلى جانب إيماننا بحقيقة أن عصرنا عصر الصورة، مع التروي وأخذ الوقت الكافي لتحليل اللغة البصرية للصورة مع تأليف وتأطير العناصر التعبيرية بداخلها لتبدأ حكاية السرد مع الوعي بالبلاغة البصرية!
هذا كله وأكثر ما أثارته صور ولي العهد -حفظه الله- وهو يُشارك في جلسة حوار إستراتيجية ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في العلا، فالصور تُظهر ولي العهد وهو يتوسط جغرافية الآباء والأجداد من تأثيث للمكان بخيمة تحيطها الجبال الشامخة وأمامه جهاز «كمبيوتر» ويشارك في منتدى اقتصادي عالمي هذا كله يقرر لحقيقة الحفاظ على الأصالة والهوية إلى جانب الانسجام والاتساق مع الإنسانية في تقدمها وتطورها.
جاء الإعلان عن مشروع ذا لاين قبل أيام في لحظات تاريخية مدهشة هذا المشروع الحلم الذي يسافر بنا عبر الزمن بتقنيات ما بعد الحداثة في عالم خال من التلوث يحافظ على البيئة وهو مطلب عالمي بسبب ما يعانيه كوكبنا من عذابات الصناعة وانبعاثاتها الكربونية والاشعاعية.
يقابل هذا الإعلان بعده بيوم واحد جلوس ولي العهد بحكمة الآباء المؤسسين واعتزاز البطل محاطاً بتاريخ عظيم هو الإرث والتاريخ وجغرافية الروح وذاكرة الحب وكأني به يرسل رسائل
مهمة مفادها التقدم بالعلم والمحافظة على هويتنا.
هذه الصورة نموذج لما يجب أن يعيه الشباب السعودي وهو يعاصر ويعمل على رسم معالم حضارته الحديثة فالصورة/ الرسالة تنبه ألاَّ نذهب بعيداً في اتجاه العولمة والانبهار بالنماذج الغربية من ثقافة وموسيقى ولغة وأسلوب حياة بعيداً هناك حيث الغربة الفكرية والحضارية عن هويته، وألا ينطوي كذلك ويحبس نفسه وفكره في عالم ماضٍ له مقولاته ومروياته المناسبة له والتي لا يمكن إطلاقاً التعايش معها في وقتنا الحاضر.
نحن بحاجة لصناعة شخصية سعودية قوية متزنة تذهب إلى رؤية واضحة محددة تعي أنها تقف على إرث وتراث عظيمين نستند عليه ولا يحكمنا، وأمامها عالم هائل من اللغات والمعارف والعلوم تذهب معه إلى آخر حدود الحلم والعمل والمعرفة ولكننا لا نذوب فيه!
هذا كله وأكثر ما عبرت عنه
صورة ولي العهد النموذج القدوة لنرسم معاً معالم
صورة جديدة في تاريخ السعودية.