12-14-2020, 11:05 AM
|
|
|
|
زيد بن الخطاب رضي الله عنه
,
بسم الله الرحمن الرحيم
** الصحابي زيد بن الخطاب بن نفيل بن عمرو، كان أخو الفاروق عمر بن الخطاب
لأبيه، وكان أسن من أخيه عمر، وهو من المهاجرين الأوَّلين، وأسلم قبل عمر، وكان
عمر -رضي الله عنه- يحبه حباً جما، وآخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينه وبين
معين بن عدي، وقتلا جميعا باليمامة شهيدين.
** شهد زيد بدرا وما بعدها من المشاهد .. وعن نافع عن بن عمر أن عمر بن الخطاب
قال لأخيه زيد بن الخطاب يوم أحد: "خذ درعي هذه يا أخي". فقال له: "إني أريد من
الشهادة مثل الذي تريد" فتركاها جميعا.
** «الرَّجال بن عنْفُوة» - كان في وفد بني حنيفة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-،
وقرأ القرآن وفقه في الدين وبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- معلما لأهل اليمامة وليشغب
على مسيلمة، فكان أعظم فتنة على بني حنيفة من مسيلمة، حيث شهد أن محمدا -صلى الله
عليه وسلم- يقول: "إن مسيلمة قد أُشرك معه في أمر النبوة"، فصدقوه واستجابوا له،
وكان مسيلمة ينتهي إلى أمره، وقد كان على مقدمة جيش مسيلمة حين قاتلهم المسلمون
بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، وقُتل في هذه المعركة وعجل الله به إلى النار.
// قال ابن عمر: "وكان من أفضل الوفد عندنا، قرأ البقرة وآل عمران، وكان يأتي أبيا
يقرئه، فقدم اليمامة، وشهد لمسيلمة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أشركه في
الأمر من بعده!! فكان أعظم على أهل اليمامة فتنة من غيره لما كان يعرف به"
// قال رافع بن خديج: كان بالرجّال من الخشوع ولزوم قراءة القرآن والخير فيما نرى
شيء عجيب، خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما وهو معنا جالس مع نفر،
فقال: (أحد هؤلاء النفر في النار) قال رافع: فنظرت في القوم فإذا بأبي هريرة وأبي أروى
الدوسي وطفيل بن عمرو الدوسي والرَّجال بن عنْفُوة، فجعلت أنظر وأعجب وأقول: "من
هذا الشقي؟!" فلما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجعت بنو حنيفة، فسألت ما
فعل الرجال قالوا افتتن، هو الذي شهد لمسيلمة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه
أشركه في الأمر من بعده، فقلت: ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو حق".
** ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الكشف عن أسماء المنافقين بل كان
يسترهم، وكان حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- هو صاحب سر رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- في شأنهم، وكان يعرفهم ولا يعرفهم غيره بعد رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- من البشر، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أسر إليه بأسماء عدة منهم
ليراقبهم، ولذا فإن معرفة أسمائهم بالتفصيل ليست متاحة إلا بالنسبة لمن ورد في كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم، إشارة إليه بصفة غير مباشرة، كما هو الحال في
«الرَّجال بن عنْفُوة» الذي قال عنه ذات يوم: (إن فيكم لرجلا ضرسه في النار أعظم من
جبل أحد). وتحققت النبوءة حين ارتد «الرجال» ولحق بمسيلمة الكذاب، وكان خطره
على الإسلام أكبر من مسيلمة نفسه، لمعرفته الجيدة بالإسلام والقرآن والمسلمين.
** لما ارتدت بنو حنيفة (12هـ) بقيادة مسيلمة الكذاب وبتحريض عدو الله الرَّجال بن
عنْفُوة، أرسل أبو بكر -رضي الله عنه- جيشا لقتالهم بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله
عنه-، وكان عدد المرتدين ظ،ظ*ظ* ألف وعدد المسلمين ظ¢ظ، ألف، واستشهد في هذه
الملحمة زيد بن الخطاب.
** كان زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- يحمل راية المسلمين يوم اليمامة، وقد انكشف
المسلمون حتى ظهرت بنو حنيفة على الرحال، فجعل زيد بن الخطاب يقول: "أما الرحال
فلا رحال، وأما الرجال فلا رجال"، ثم جعل يصيح بأعلى صوته: "اللهم إني اعتذر إليك
من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل" وجعل يشد بالراية
يتقدم بها في نحر العدو ثم ضارب بسيفه حتى قُتل -رحمة الله عليه- ووقعت الراية،
فأخذها سالم مولى أبي حذيفة -رضي الله عنه- فقال المسلمون: "يا سالم إنا نخاف أن نؤتي
من قبلك" فقال: "بئس حامل القرآن أنا إن أوتيتم من قبلي" وقاتل حتى استشهد.
وكان حفظة القرآن من الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: "يا أصحاب سورة البقرة بطل
السحر اليوم"، وتحنط خطيب الأنصار وحامل لوائهم «ثابت بن قيس» ولبس كفنه وحفر
لقدمه في الأرض إلى أنصاف ساقيه ولم يزل يقاتل وهو ثابت الراية في موضعه حتى
استشهد.
وقال أبو حذيفة: "زينوا القرآن بالفعال"، وما زال يقاتل حتى أصيب وممن استشهد يومئذ:
حزن بن أبي وهب المخزومي جد سعيد بن المسيب، وكان شعار الصحابة يومئذ:
«وامحمداه!» وصبروا يومئذ صبراً لم يعهد مثله حتى ألجئوا المرتدين إلى حديقة الموت
فاعتصم فيها مسيلمة ورجاله، فقال «البراء بن مالك»: "يا معشر المسلمين ألقوني عليهم
في داخل الحديقة أفتح لكم بابها" فاحتملوه فوق الجحف ورفعوه بالرماح وألقوه في الحديقة
من فوق سورها، فما زال يقاتل المرتدين دون بابها حتى فتحه ودخل المسلمون وكان
النصر، وممن اقتحم الحديقة «أبو دجانة» من مجاهدي غزوة بدر حتى وصل إلى مسيلمة
وعلاه بالسيف فقتله، وكسرت رجله -رضي الله عنه- في تلك الوقعة ثم نال الشهادة. ولقد
استشهد خلق كثير من الصحابة قيل أنهم سبعمائة.
** وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد أحزنه مقتل الصحابة في اليمامة، لاسيما
أخوه زيد بن الخطاب، وأقلقه مقتل الحُفّاظ منهم، مثل: سالم مولى أبي حذيفة، وهو من
أشهر حفاظ القرآن، فجاء إلى الخليفة الصديق -رضي الله عنه- وقال له: "إن أصحاب
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تهافتوا يوم اليمامة تهافت الفراش في النار، وإن القتل
استحرّ بأهل اليمامة من قراء المسلمين، وإني أخشى أن يستحرّ القتل بالقراء في المواطن،
فيذهب كثير من القراء، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.
** عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: كان عمر -رضي الله عنه- يصاب بالمصيبة
فيقول: "أصيب زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- فصبرت" .. وأبصر قاتل أخيه زيد [هو
أبو مريم الحنفي من بني حنيفة] فقال له: ويحك لقد قتلت لي أخا ما هبت الصبا إلا
ذكرته".
** روى عن عمر بن الخطاب أنه قال لقاتل أخيه زيد بن الخطاب: والله لا أحبك حتى
تحب الأرض الدم! فقال الأعرابي القاتل: أفتظلمني حقي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: لا!
فقال الأعرابي: "إنما يأسى على الحب النساء".
** عن ابن أبى عوف وعبد العزيز بن يعقوب الماجشون قالا: قال عمر بن الخطاب لمتمم
بن نويرة: يرحم الله زيد بن الخطاب لو كنت أقدر أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك
فقال متمم: يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا، فأبصر
عمر وتعزى عن أخيه، وقد كان حزن عليه حزنا شديدا، وكان عمر يقول: إن الصبا لتهب
فتأتى بريح زيد بن الخطاب.. قيل لابن أبى عوف: ما كان عمر يقول الشعر؟ فقال: لا ولا
بيتا واحدا [ابن سعد]
// قد ذكر المؤرخون أن «مالك بن نويرة» مات مرتداً، وقالوا: التقى عمر بن الخطاب
متمم بن نويرة أخو مالك، واستنشد عمر متمماً بعض ما رثى به أخاه، وأنشده متمم
قصيدته التي فيها:
وكنا كندمانَيْ جذيمة حقبة من الدهر .. حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معاً
فلما سمع عمر ذلك قال: هذا والله التأبين، ولوددت أني أحسن الشعر، فأرثي أخي زيداً
بمثل ما رثيت أخاك.
قال متمم: لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته، فسر عمر رضي الله عنه
لمقالة متمم وقال: ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم
وجاء في سياق آخر قول متمم صريحاً فقال يا أمير المؤمنين إن أخاك مات مؤمناً ومات
أخي مرتدا.
** قال عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: بعث أبو موسى من العراق إلى عمر بن
الخطاب بحلية، فوضعت بين يديه وفى حجره أسماء بنت زيد بن الخطاب، وكانت أحب
إليه من نفسه، لَما قتل أبوها باليمامة عطف عليها، فأخذت من الحلية خاتما فوضعته في
يدها، فأقبل عليها فقبلها والتزمها، فلما غفلت أخذ الخاتم من يدها فرمى به في الحلية،
وقال: "خذوها عني" [ابن أبى الدنيا]
** ومن الدعوى الباطلة أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب نبش قبور الأولياء، فهذا كذب،
والذي جرى من الشيخ رحمه الله وأتباعه هدم البناء الذي على القبور، والمسجد المجعول
في المقبرة على القبر الذي يزعمون أنه قبر زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- في
«الجبيلة من نجد»، وذلك كذب ظاهر، فإن قبر زيد -رضي الله عنه- ومن معه من شهداء
اليمامة لا يعرف أين موضعه، بل المعروف أن الشهداء من أصحاب رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- قتلوا في أيام مسيلمة في هذا الوادي، ولا يعرف أين موضع قبورهم من قبور
غيرهم، ولا يعرف قبر زيد من قبر غيره، وإنما كذب ذلك بعض الشياطين، وقال للناس:
هذا قبر زيد فافتتنوا به، وصاروا يأتون إليه من جميع البلاد بالزيارة، ويجتمع عنده جمع
كثير، ويسألونه قضاء الحاجاب، وتفريج الكربات، فلأجل ذلك هدم الشيخ ذلك البناء الذي
على قبره، وذلك المسجد الذي على المقبرة، اتباعاً لما أمر الله به ورسوله من تسوية
القبور وفي النهي والتغليظ في بناء المساجد عليها، كما يعرف ذلك من له أدنى مسكة من
المعرفة والعلم.
** قال الحافظ في الإصابة: "قال الزبير: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد العزيز، قال:
ولد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فكان ألطف مَنْ وُلِد [أي: أصغر المولودين وأدقّهم
جسماً وضعفاً]، فأخذه جده أبو لبابة في خرقة فأحضره عند النبي -صلى الله عليه وسلم-
وقال: ما رأيت مولوداً أصغر خلقة منه، فحنكه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومسح
رأسه ودعا له بالبركة، قال: فما رؤي عبد الرحمن في قوم إلاّ فَرِعهم طُولاً".
وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مسح على رأس عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب
وهو صغير، وكان دميماً، ودعا له بالبركة، ففرع الرجال طولاً وتماماً.
وعبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي، أُمُّه لبابة الأنصارية، ولد سنة خمس، وقال
مصعب: كان له عند موت النبي -صلى الله عليه وسلم- ست سنين. زَوَّجه عمر ابنته
فاطمة، وولاّه يزيد بن معاوية إمرة مكّة. ومات في ولاية عبد الله بن الزبير.
** ومن نسل زيد بن الخطاب -رضي الله عنه- الإمام الخطابي أبو سليمان. نسبة إلى زيد
بن الخطاب (319- 388) من أهل بست [من بلاد كابل] إمام. فقيه. محدث .. له في
الحديث اليد الطولى. فهو أول من شرح البخاري. من تصانيفه: أعلام الحديث في شرح
صحيح البخاري، ومعالم السنن في شرح سنن أبي داود، وغريب الحديث، ورسالة في
العزلة، وشأن الدعاء، والغنية عن الكلام وأهله.
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
.d] fk hgo'hf vqd hggi uki
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:12 AM
|