12-13-2020, 08:11 AM
|
|
|
|
|
مذاق خـــاص
أمام المصعد أشم رائحة القهوة آتية من المقهى القريب، رائحة جذّابة تكاد تشدّني للدخول والتضحية ببعض التأخير عن موعدي مقابل الحصول على مذاق ساحر تعدني به. ولكن كم من الوعود لا تتحقق، وكم من العناوين لا يشبه الجوهر! تعيدني إلى صوابي ذكرى عشرات المرات التي اندفعت فيها خلف الرائحة الزكية ثم فوجئت في يدي بشراب محمّل بالسكر والكريمة والنكهات المختلطة التي تجعله في النهاية بلا مذاق حقيقي، مجرد عبء على جسدي تم وضعه في كوب أنيق أحاول أن أظهر بعض المتعة تليق بما دفعته فيه للتو بلا جدوى. كيف تتكون الذائقة؟ وهل هي قابلة للتغيير؟ يظهر الأمر جليا حين تزور بلدا جديدا.. البعض يندفع وراء تجربة كل ما لم يعرفه والبعض يبحث عما يشبه ما اعتاد عليه، فما الذي يحفّز أيا من الاتجاهين؟ تبدأ الذائقة الحسية في التكون قبل الولادة حين يتذوق الجنين السائل الأمنيوسي الذي يحيط به، ثم تتطور تدريجيا بعد الولادة حين تبدأ المستقبلات العصبية في الاكتمال وتستطيع تمييز النكهات المختلفة
، وفي مرحلة مبكرة يستخدم الطفل فمه كوسيلة للتعرف على كل ما يحيط به فيما يعرف بالمرحلة الفمية، فنجده يكتشف العالم عن طريق وضع كل ما يصادفه من أشياء في فمه. ومع تكرار تناول أطعمة بعينها تبدأ الذائقة في التكون.. وغالبا ما تتأثر بالظروف التي يتم تناول الطعام فيها من حيث المكان والأشخاص، ومن هنا تنبع الجملة الشهيرة التي تستخدم عادة لإغاظة الزوجات «لا يوجد مثل أكل أمي» لارتباط الطعام بجو الدفء والحنان والخلو من المسؤولية في بيت الأهل. وقد تتأثر بطريقة الوالدين في تفضيل أو تجنب بعض الأطعمة، وقد تتأثر بتمرد المراهقة في رفض المألوف والرغبة في المغامرة والتفرد. يخضع تكوّن الذائقة أيضا لعوامل مناخية ومجتمعية وجينية، فيصبح في المحصلة النهائية لكل شخص ما يفضله وما يعزف عنه.
l`hr oJJJhw
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 08:11 AM
|