حكم الغش في الامتحانات
السؤال:
قضية أخرى يسأل فيها أخونا محمد يوسف من جدة ويقول: ظهرت طريقة سيئة بين تلاميذ المدارس هذه الأيام، وهي الاعتماد الكلي على الغش في الامتحانات، ويفعلون ذلك حتى في نهار رمضان، وعندما أخبرتهم أن هذا لا يجوز استنادًا للحديث الشريف: من غشنا فليس منا إلا أنهم يعتذرون بأن الغش أفضل وسيلة للنجاح، علمًا بأن البعض منهم يحصل على أعلى الدرجات عن طريق الغش وينجحون بتفوق، وهذا ما يجعلني دائمًا متأخرًا في دراستي لأنني اعتمد على نفسي، فهل أنا على خطأ؟ أم أن القول المأثور صحيح حيث يقولون: إن الضرورات تبيح المحظورات؟ أرجو من سماحتكم الإجابة الشافية جزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الغش في الامتحان محرم ومنكر كالغش في المعاملات، وقد يكون أعظم من الغش في المعاملات؛ لأنه قد يحصل له وظائف كبيرة بأسباب الغش، فالغش محرم في الامتحانات في جميع الدروس؛ لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: من غشنا فليس منا ولأنه خيانة والله يقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الأنفال:27].
فالواجب على الطلبة في أي مادة أن لا يغشوا، وأن يجتهدوا في الاستعداد حتى ينجحوا نجاحًا شرعيًا.
وأما أنت فقد أحسنت في عدم الغش، وعليك أن تجتهد وعليك أن تسلك الطريق السوي ولو تأخرت في بعض المواد، فالحق أحق بالاتباع وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة.
وإذا صدقت في الاستعداد والعناية يسر الله أمرك كما قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2] وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:3] ويقول سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4] ويقول سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا .. [الأنفال:29] الآية، والفرقان النور والعلم والهدى.
فاجتهد في طلب العلم من طريقه الطيب واحرص على بذل الجهد في تحصيل العلم، وأحسن ظنك بالله واسأله التوفيق، وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة، ولا تغتر بالغشاشين ولا تغبطهم على غشهم لأنهم قد ارتكبوا كبيرة من الكبائر وحصلوا على خطر عظيم، نسأل الله السلامة.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.
p;l hgya td hghljphkhj
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|