12-23-2014, 09:53 AM
|
|
|
|
نبذه عن عمير بن سعد رضى الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمير بن سعد أبوه سعد القارئ -رضي الله عنه- شهد المشاهد كلها مع الرسول -صلى
الله عليه وسلم-حتى استشهد في معركة القادسية ، اصطحب ابنهعمير الى الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فبايع النبي وأسلم ، ومنذ ذلك الوقـت وعمير عابد مقيم في محـراب
الله ، ودائما في الصفوف الأولى للمسلمين ، وكان المسلمون يلقبونه ( بنسيج وحده )
قوة إيمانه
لقد كان له -رضي الله عنه-في قلوب الأصحاب مكانا وَوُداً فكان قرة أعينهم ، كما أن قوة إيمانه وصفاء سنه وعبير خصاله كان يجعله فرحة لكل من يجالسه ، ولم يكن يؤثر على دينه أحد ولا شيئا ، فقد سمع قريبا له ( جُلاس بن سويد بن الصامت ) يقول : ( لئن كان الرجل صادقا ، لنحن شرٌّ من الحُمُر !)وكان يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكان جُلاس دخل الإسلام رَهَبا ، سمع عمير بن سعد هذه العبارة فاغتاظ و احتار ، الغيظ أتى من واحد يزعم أنه من المسلمين ويقول ذلك عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-بلهجة رديئة ، والحيرة أتت من مسئوليته تجاه هذا الذي سمع وأنكر ، أينقل ما سمع للرسول ؟
كيف والمجالس بالأمانة ؟
أيسكت عما سمع ؟
ولكن حيرته لم تطل ، وعلى الفور تصرف عمير كرجل قوي وكمؤمن تقي ، فقال لجُلاس : ( والله يا جُلاس إنك لمن أحب الناس إلي ، وأحسنهم عندي يدا ، واعَزهم عليّ أن يُصيبه شيء يكرهه ، ولقد قلت الآن مقالة لو أذَعْتها عنك لآذتك ، ولو صمَتّ عليها ليهلكن ديني وإن حق الدين لأولى بالوفاء ، وإني مُبلغ رسول الله ما قلت )
وهكذا أدى عمير لأمانة المجالس حقها ، و أدى لدينه حقه ، كما أعطى لجُلاس الفرصة للرجوع الى الحق بيد أن جُلاس أخذته العزة بالإثم ، وغادر عميرالمجلس وهو يقول : ( لأبلغن رسول الله قبل أن ينزل وحي يُشركني في إثمك )
وبعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في طلب جُلاس فأنكر وحلف بالله كاذبا ، فنزلت آية تفصل بين الحق والباطل
قال تعالى : ( يحلفون بالله ما قالوا ، ولقد قالوا كلمة الكفر ، وكفروا بعد إسلامهم وهمّوا بما لم ينالوا ، وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ، فإن يتوبوا يَكُ خيرا لهم ، و إن يتولّوْا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ، وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير )
فاعترف جُلاس بمقاله واعتذر عن خطيئته ، وأخذ النبي بأُذُنعمير وقال له :
( يا غُلام ، وَفَت أذُنك ، وصَدّقت ربّك )
الولاية
اختار عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عمير واليا على حمص ، وحاول أن يعتذر عمير ولكن ألزمه أمير المؤمنين بذلك ، فاستخار عمير ربه ومضى الى واجبه ، وفي حمص مضى عليه عام كامل ، لم يصل الى المدينة منه خراج بل ولم يَبْلُغ أمير المؤمنين منه كتاب ، فبعث عمر الى عمير -رضي الله عنهما- ليأتيه الى المدينة ،فأتى الى المدينة أشعث أغبر يكاد يقتلع خطاه من الأرض اقتلاعا من طول مالاقى من عناء ، على كتفه اليمنى جراب وقَصْعة ، وعلى كتفه اليسرى قِرْبة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا ، لا يئودها حمله الضامر الوهنان
ودخل عمير على مجلس عمر وقال :
( السلام عليك يا أمير المؤمنين )
ويرد عمر السلام ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء :
( ما شأنك يا عمير ؟)
فقال : ( شأني ما ترى ، ألست تراني صحيح البدن ، طاهر الدم ، معي الدنيا أجُرُّها بقَرْنيها ؟)
قال عمر : ( وما معك ؟)
قال عمير : ( معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقَصْعَتي آكل فيها ، وإداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدوّا إن عَرَض فوالله ما الدنيا إلا تَبعٌ لمتاعي !)
قال عمر : ( أجئت ماشيا ؟)
قال عمير : ( نعم )
قال عمر : ( أو لم تجد من يعطيك دابة تركبها ؟)
قال عمير : ( إنهم لم يفعلوا ، وإني لم أسألهم )
قال عمر : ( فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟)
قال عمير: ( أتيت البلد الذي بعثتني إليه ، فجمعت صُلَحَاء أهله ، وولّيتهم جِباية فَيْـئهـم وأموالهم ، حتى إذا جمعوها وضعتها في مواضعها ، ولو بقـي لك منها شيء لأتيتـك به )
فقال عمر : (فما جئتنا بشيء ؟)
قال عميـر : ( لا )
فصاح عمر وهو سعيد : ( جدِّدوا لعمير عهدا )
وأجابه عمير : ( تلك أيام قد خلت ، لا عَمِلتُ لك ولا لأحد بعدك )
الأمانة
وبعد أن استأذن عُمير ورجع بيته على بعد أميال من المدينة ، قال عمر :
( ما أراه إلا قد خاننا )
فبعث رجلاً يُقال له الحارث وأعطاه مئة دينار فقال : ( انطلق إلى عُمير حين تنزل كأنّك ضيف ، فإن رأيتَ أثرَ شيء فأقبلْ ، وإن رأيتَ حالاً شديداً فادْفعْ إليه هذه المئة دينار )
فانطلق الحارث ، فإذا هو بعُمير يُفلّي قميصـه إلى جنب حائط ، فسلّمَ عليه الرجـل فقال له عُمير انْزل رحمَك اللـه )
فنزل ثم سأله : ( من أين جئت ؟)
قال : ( مـن المدينـة )
قال : ( كيف تركـت أميـر المؤمنيـن ؟)
قال : ( صالِحـاً )
قال : ( كيف تركـت المسلميـن ؟)
قال : ( صالحين )
قال : ( أليس يُقيم الحدود -يعني عُمر-؟)
قال : ( بلى ، ضرب ابناً لهُ على فاحشة فمات من ضربه )
فقال عُمير : ( اللهم أعِنْ عمرَ ، فإنّي لا أعلمه إلا شديداً حبّهُ لك )
فنزل الحارث ثلاثة أيام وليس لهم إلا قُرْصَةٌ من شعير ، كانوا يخصُّونه بها ويطوون حتى أتاهم الجهد ، فقال الحارث : ( هذه الدنانير بعث بها أميرُ المؤمنين إليك فاستَعِنْ بها )
فصاح وقال : ( لا حاجة لي فيها رُدَّها )
فقالت له امرأته : ( إن احتجت إليها ، وإلا ضَعْها مَوَاضِعَها
فقال عُمير : ( والله ما لي شيء أجعلها فيه )
فشقّت المرأةُ أسفل درعها فأعطته خرقةً فجعلها فيها ، ثم خرج يُقسمها بين أبناء الشهداء والفقراء ، ثم رجع والرسول يظنّ أنه يُعطيه منها شيئاً
فقال عُمير : ( أقرىء منّي أمير المؤمنين السلام )
فرجع الحارث إلى عمر قال :
( ما رأيت ؟)
قال : ( رأيت يا أمير المؤمنين حالاً شديداً )
قال : ( فما صنع بالدنانير ؟)
قال : ( لا أدري )
فأرسل عمر إلى عُمير وسأله : ( ما صنعت بالدنانير ؟)
قال : ( قدّمتُها لنفسي )
قال : ( رحمك الله )
فضله
وبقي عمر بن الخطاب يتمنى ويقول :
( وَدِدْتُ لو أن لي رجالا مثل عُمير أستعين بهم على أعمال المسلمين ) فقد كانعمير بحق ( نسيج وحده ) ، فقد كان يقول من فوق المنبر في حمص : ( ألا إن الإسلام حائـط منيع ، وباب وثيـق ، فحائط الإسـلام العدل ، و بابه الحق ، فإذا نُقِـضَ الحائط وحُطّـم الباب استُفْتِـح الإسـلام ، ولا يزال الإسـلام منيعا ما اشتد السلطان ، وليست شدة السلطان قتلا بالسيف ولا ضربا بالسوط ، ولكن قضاء بالحـق ، وأخذاً بالعـدل )
|
|
kf`i uk uldv fk su] vqn hggi uki vqd su] uldv uki
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل أريج النرجس يوم
12-23-2014 في 10:07 AM.
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:10 PM
|