التزكية.. تنقية وترقية
التزكية: هي طهارةُ النفس وسلامةُ القلب وسمو الروح. ومعارجُ ارتقاء العبد في مدارج تزكية النفس على ثلاث مراتب: التخلية، والتحلية، والترقية. الأولى: تخليةُ النفس عن الاستجابة لنوازع الشر والهوى، وكبحُ جماحها، وفطامُها عن قبيح العادات والصفات، والتخفُّفُ من أثقال عوالقها الأرضية وانجذاباتها المادية الحيوانية، استعداداً للتحليق إلى الملكوت الأعلى.
أرأيت لو أنَّ رجلاً بديناً بطيناً أراد دخولَ سباقٍ للعَدو، وهو مع بدانته تحيطُ به قيودٌ من السلاسلِ في يديه ورجليه وعنُقه، قل لي بربك كيف سيسبقُ، بل كيف سيعدو؟!
إن كان جاداً حقاً في دخول المِضمار وتحقيقِ ما يصبو إليه من السَّبقِ فلا بد له من أمور ثلاثة:
الأول: كسرُ السلاسل التي تعيقُ حركتَه وتُثقِلُ سَيرَه.
الثاني: الدخولُ في دورةٍ تدريبيةٍ تأهيليةٍ ترفعُ من مستوى لياقته البدنية بالتدريج، ويُنقص من وزنه الزائد. ثم الثالث: وهو الدخول إلى المضمار بكامل التجهيزات الرياضية اللازمة.
إن فعَل ذلك كانت فرصتُه في إحراز مركز متقدم كبيرةً، وقد سعى لها سعيها.
هذه قصةُ العباد مع التزكية.. من أرادَ بلوغَ الترقيةِ فعليه أولاً بالتخلية ثم التحلية.
فالأرضُ المُعشِبةُ لا ينفعُ بذرُها ما لم يتمّ استصلاحُها واقتلاع أشواكها.
ومثلُ ذلك المُتَّسخُ بالقاذورات لا يُصلحه الطيبُ، وهو إلى الصابون منه أحوج، فإذا تطيَّبَ بعد الغُسل نفعَه وأصلحه.
والخلاصَة:
لا يقدرُ على التحليق إلا المتَخفِّفون.
hgj.;dm>> jkrdm ,jvrdm hgj.;dm jkrdm ,jvrdm