11-19-2020, 12:02 AM
|
|
|
|
المكتبات في الحضارة الإسلامية ودورها التربوي
مقالات وبحوث
إن من أهم ما يميز الحضارة الإسلامية ولعها الشديد بالكتب، واتخاذها وسيلة لنشر المعرفة، فأنشأت المكتبات وجعلتها في متناول جميع أفراد الشعب دونما اعتبار لعمر أو جنس أو دين أو لون أو ثقافة، فلم تكن حكرًا على العلماء والباحثين.
وفى هذه الدراسة التي أعدها الباحث: خالد عبد الرحمن أحمد طوالبه، تناول تناول فيها أهمية القراءة والكتابة في الإسلام، ومفهوم المكتبات ومسمياتها، ودورها التربوي، ومراحل نموها وتطورها، وتنظيمها المعماري والإداري، والإعارة الداخلية والخارجية.
مفهوم المكتبة ومسمياتها
المكتبة لغة: مكان بيع الكتب والأدوات الكتابية، ومكان جمعها وحفظها.
المكتبة اصطلاحًا: هي تلك المؤسسة التي تجمع وتحفظ للأجيال القادمة النتاج وترتيبه، وفق خطط خلقية، ثم تهيئه وتقدمه للباحثين وطلاب العلم والمعرفة في الوقت المناسب، وبغض النظر عن أجناسهم أو أعمارهم أو مستوياتهم الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو أديانهم أو جنسياتهم.
هذا وتميزت المكتبات في ظل الحضارة الإسلامية بمسميات متعددة منها: بيت الحكمة، خزانة، دار العلوم أو دار الحكمة.
أهمية القراءة والكتابة في الإسلام
قدر الإسلام العلم ورفع شأن العلماء، فقد نزلت أولي آيات القرآن الكريم تحض وتأمر بالقراءة، واتخذ رسول الله كُتابًا يكتبون بين يديه، ومما يدل على أهمية والكتابة في الإسلام وجود إشارات عديدة في القرآن الكريم تشير إليها، وهذه الإشارات تقسم إلى قسمين:
أولًا: إشارات إلى المكتوب وما كُتب عليه- الصحيفة: حيث ورد في القرآن ثمان مرات كلها بصيغة الجمع. منها: {فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ} (عبس:١٣).
- الكتاب: حيث وردت في القران إحدى وستين ومائتي مرة، إفرادًا وجمعًا. وقال تعالي: {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ} (البينة: ٣).
- الزبور: وجمعها (زُبُر)، وقد يراد بها الكتاب الديني، وقد وردت في القران في إحدى عشر موضعًا، منها قوله تعالى: {وإنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ} (الشعراء: 196).
ثانيًا إشارات إلى ما يُكتب به
- القلم: حيث ورد ذكره في القرآن فردًا وجمعًا ثلاث مرات. منها: {ن والْقَلَمِ ومَا يَسْطُرُونَ} (القلم: ١).
الدواة والمداد: قال تعالي: {قُل لَّوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ولَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (الكهف: ١٠٩).
الدور التربوي للمكتبة
كانت المكتبات هي الطريقة المتبعة قديمًا لنشر العلم، ولما كان يتعذر على البعض اقتناء الكتب؛ نظرًا لأنها كانت مخطوطات غالية الثمن، تم إنشاء المكتبات التي تجمع فيها الكتب، وفتح أبوابها للناس عامة، فكانت المكتبات في العالم الإسلامي بمثابة المعاهد العلمية في العصر الحديث.
والكتاب هو أداة العلم، لذلك قال الجاحظ: «المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يخفرك، وإن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة».
ولم يقتصر الاهتمام بالكتب والمكتبات على فئة من الناس، بل كان عامًا شمل الخلفاء والوزراء والعلماء والشعراء وعامة الناس، يقول أحمد شلبي: «لم يقف حب المكتبات وتقديرها والحرص عليها عند العلماء والباحثين، وإنما تعداهم إلى سواهم من عامة الناس، وأصبح وجود مكتبة بالمنزل من تمام زينته وتأثيثه حتى ولو لم يكن صاحب المنزل مؤهلًا للاطلاع والاستفادة من دفاترها»، ولعل السبب في هذا التهافت على الكتب واقتنائها راجع إلى قيم المجتمع الإسلامي التي سادت في ذلك الوقت، ولهذا قال الخطيب البغدادي (ت 463هــ): «ينبغي للمرء أن يدخر أنواع العلوم وإن لم تكن له بمعلوم، وأن يستكثر منها...».
نشأة المكتبات وتطويرها في الحضارة الإسلامية
لم يكن عند العرب قبل الإسلام سجلات مكتوبة، وإنما بدأ التسجيل بظهور الإسلام، وأول سجل هو كتاب الله الكريم، كذلك كانت الأمية متفشية بينهم بشكل شبه تام، ولذلك لا يمكن الكلام عن شيء اسمه مكتبة في عصر الجاهلية.
وبهذا يمكن إجمال تطوير المكتبات في الحضارة الإسلامية إلى ثلاث مراحل:
1- مرحلة الحضانة وتأسيس الجذور
القرن الأول الهجري: حيث انصب اهتمام المسلمين في البداية على تدوين القرآن والحديث الشريف، وكان ذلك النواة الأولى لتكوين المكتبات والمساجد في الإسلام، حتى جاء خالد بين يزيد بن معاوية (ت ٨٥هــ) فأسس أول مكتبة إسلامية في هذه المرحلة.
2- مرحلة النمو والتطور والازدهار
من القرن الثاني وحتى بداية القرن السابع الهجري: بدأت بعد تأسيس الدولة العباسية بفترة وجيزة، وفيها استمرت حركة الترجمة والتأليف والاطلاع على حضارات الأمم الأخرى، كما أسست المعاهد والمدارس المختلفة وامتلأت الديار الإسلامية بالعلماء والفقهاء وطلاب العلم، وكان أوج النهضة المكتبية زمن المأمون (198هــ - 218هــ) الذي شجع العلم والعلماء وفتح مدارس الترجمة والتأليف والبحث، وكان الخلفاء العباسيون يسخون بالأموال من أجل شراء وجمع الكتب، وظهرت في هذه الفترة الأنواع المختلفة من المكتبات.
3- مرحلة الانحطاط
من القرن السابع الهجري حتى بداية العصر الحديث: حيث بدأت المكتبات الإسلامية بالتقهقر نتيجة لعوامل مختلفة منها: |
|
|
hgl;jfhj td hgpqhvm hgYsghldm ,],vih hgjvf,d hgjvf,d hgpqhvm hgYsghldm
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
5 أعضاء قالوا شكراً لـ رحيل المشاعر على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 09:45 AM
|