إذا كان "عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة"، كما يقول المثل الشائع في معظم دول العالم، فإن "حمامة خير من 100 ألف بالجو"، إذا كانت في متناول اليد، ومن نوع واحدة باعها مزاد نظموه أمس في بلجيكا، بمليون و900 ألف دولار، دفعها رجل أعمال صيني مجهول الاسم، راضيا مرضيا، مع أنهم أحالوها إلى التقاعد منذ عامين تقريبا.
السبب بارتفاع سعر New Kim الزاجلة، هو أنها فازت في 2018 بعدد من سباقات المسافات المتوسطة "ويمكنها إنجاب عدد أكبر من حمام السلالة نفسها" بحسب ما تلخص "العربية.نت" ما نقلته الوكالات عن المدير التنفيدي لدار "بيبا" المنظمة للمزاد، وهو Nikolaas Gyselbrecht المضيف أن "هذه الأرقام القياسية لا يصدقها عقل، خصاصة أن الحمامة أنثى ومتقاعدة (..) فيما الذكر يتجاوز بقيمته الأنثى لقدرته على إنجاب عدد أكبر من السلالة نفسها"، وفق تعبيره في معرض إشارته إلى أن بلجيكا شهيرة كوطن للمتحمسين لهذا الطائر "ففيها أكثر من 20 ألف مربٍ للحمام" كما قال.
أما العائلة التي ربت "نيو كيم" وكانت تملكها، فقال متحدث باسمها إن أسرته في صدمة "من بيعها بهذا الثمن الخرافي" علما أن ذكر حمام بلجيكي اسمه "أرماندو" وبلجيكي أيضا، كان في مارس العام الماضي بعمر 4 أعوام حين باعته "دار Pipa للمزادات" بمليون و 420 ألفا من الدولارات، لأنه كان معروفا ببطولاته في سباقات السرعة، لكنه تقاعد وتم عرضه للبيع، فأسرع صينيون بشكل خاص لشرائه، واشتعلت حرب تنافسية بينهم في المزاد، إلى أن رست مطرقة الدلال على المبلغ الذي دفعه صيني مجهول الاسم أيضا، وظل رقما قياسيا إلى أن حطمته "نيو كيم" أمس بفارق 480 ألف دولار. وفروا للحمامة حراسة خاصة
والمعروف عن سباقات الحمام، المدرارة أرباحا كبيرة في الصين، أن شعبيتها زادت هناك مع الازدهار الاقتصادي في السنوات العشر الأخيرة بشكل خاص، طبقا لما طالعت "العربية.نت" في سيرة متوافرة "أونلاين" عن هذا النوع من السباقات الحمامية، لذلك فشراء الحمام السريع، أو Racing Homer كما يسمونه، هو لإشراكه في السباقات أو لقدرته على الإنجاب حتى عمر 10 أعوام، وهو الغرض من وراء دفع المشتري الصيني الجديد ثمنا باهظا لشراء "نيو كيم" الضاربة الآن الرقم القياسي كأغلى حمامة سعرا.
ويكتبون في الإعلام البلجيكي وغيره عن New Kim أن العائلة التي كانت تملكها، وضعتها في مكان غير معلوم، وبإشراف شركة أمنية خاصة، وفرت لها الحراسة، بانتظار انتهاء المزاد عليها. أما شاريها أمس، فيتوقعون أن يضعها في قفص ذهبي لتقوم فيه بمهمتها الجديدة، وهي أن تنجب له أبطالا آخرين في سباق عرفه العالم منذ أكثر من 1700 عام، ولا تزال رياضته غير رسمية، مع أن أرباحها سريعة وبالملايين، كما سباقات الخيل والكلاب والسيارات.
وعادة مايتم تنظيم سباق بين مئات من الحمام، بعد تركيب خاتم مطاطي في قدم كل منها، عليه رقم سري دونته لجنة مشرفة على السباق، وبعدها يتم وضع الحمام في صناديق مخصصة لنقله إلى مكان السباق، وفيه يطلقون سراح الحمام الذي يحلق ويشرع في القيام بدورات عدة في الجو إلى أن يهتدي إلى الاتجاه المؤدي إلى أوكاره، وبعد وصول كل طير إلى وكره يعمد المشاركون إلى إدخاله، وإخبار لجنة استقبال الإعلامات بالرقم السري، ولا يعد الترتيب نهائيا إلا بعد ضبط الوقت والمسافة والإحداثيات الخاصة بكل مشارك من طرف لجنة تحصيل النتائج ولجنة المراقبة، فإما أن يربح المراهن على الطير الذي راهن عليه، وإما أن يخسر، ولا حل وسطا. أما الفرق، فربح صاف لأصحاب الحمام.