قفز سعر المتر المربع من الأرض في المنطقة المحيطة بالحرم المكي إلى مليون ونصف المليون ريال، محطما بذلك سعر المتر في عدة عواصم ومدن عالمية تعد من أشهر المناطق ارتفاعا في سعر أراضيها.
وبحسب صحيفة مكة أرجع عقاريون وخبراء السبب إلى ندرة الأراضي المتاحة لاستغلالها للبناء، وارتفاع الطلب، إضافة إلى استدامة القيمة الاستثمارية في المنطقة المركزية حول الحرم.
قال منصور أبو رياش – رئيس اللجنة العقارية في غرفة مكة: قبل 10 سنوات أعلنا أن المتر سيصل إلى 300 ألف ريال في المنطقة المركزية، ووقتها قيل لنا إن هذه الرؤية تحمل عنصر المبالغة، بينما في ذلك التاريخ وصل سعر المتر في طوكيو إلى 1.2 مليون ريال، وفي نيويورك حاليا يصل سعر المتر إلى 560 ألف ريال.
سعر المتر في المنطقة المركزية للمناطق المواجهة للحرم يصل حاليا إلى مليون ونصف المليون ريال، لتآكل المساحات المتاحة للبناء، إضافة إلى أنها ذات قيمة مستديمة ومتصاعدة.
أسعار الأراضي في مركزية مكة تتصاعد منذ 10 سنوات، شاهدناه في مدن عالمية مثل طوكيو، ولم تقابله ردود فعل غاضبة .
كما أوضح الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن القيمة السوقية تجاه الأحياء المطلة على الشوارع الإشعاعية المؤدية إلى الحرم ارتفعت، ووصل سعر المتر المربع في منطقة مثل الجميزة إلى 250 ألف ريال،وكذلك مناطق المعلاة والغزة وجبل الكعبة، وشارعي إبراهيم الخليل وأم القرى، والطرق الموازية.
منصور أبو رياش – رئيس اللجنة العقارية في غرفة مكة
أسعارها بعيدة عن عوامل السوق العقارية
أسعار الأمتار العقارية حول الحرم المكي هي الأغلى عالميا، رغم أن الطلب عليها بعيد عن الغرض السكني المتزايد الذي نجده في مدن أخرى في المملكة، وسوق أراضيها بمعزل عن العوامل التي تحكم اتجاهات الأسواق العقارية في هذه المدن.
المنطقة المركزية في مكة المكرمة تخضع لمعايير استثنائية لا علاقة لها بسوق الإسكان المحلية، إضافة إلى أن الاستثمار فيها يتميز بالقوة والاستدامة.
أي تأثيرات كبرى متوقعة على أسعار سوق العقارات في مدن السعودية لن تشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة أيضا، وإن تأثرتا فسيكون ذلك بشكل محدود جدا.
وهذا شبيه إلى حد ما بمناطق في وسط لندن، حيث تنعزل فيها الأسعار تماما عن بقية مناطق لندن نظرا للأهمية الاستراتيجيىة الاقتصادية التي مكنتها من احتلال هذه الصدارة، وهي تعد منطقة ارتكاز تجاري لجميع القوى الشرائية ليس المحلية فقط بل أيضا العالمية.
كما أكدعبدالله الأحمري – رئيس لجنة التثمين العقاري في غرفة جدهأن الاستثمار في مكة مضمون العوائد، وهو ما يحرك جهات استثمارية متعددة للتكتل وشراء أماكن استراتيجية حول الحرم، فمكة المكرمة والمدينة المنورة تنفردان بخصوصيتهما العقارية ولا توجد مقارنة بينهما وباقي المدن السعودية في هذا المجال، وهذا دفع برؤوس أموال للسعي لامتلاك أبراج فندقية وأراض فيهما حتى وإن تضاعفت قيمتها السوقية إلى عشرات الأضعاف، فهناك ضمانة للاستثمار البعيد المدى.
ومما يعزز التدافع للاستثمار في هذه المنطقة أن هناك ضمانة لتشغيل هذه الأبراج الفندقية تتمثل في خطط شركات العمرة والحج التي تسعى لتعاقدات بعيدة الأجل لشغل هذه الفنادق على مدار العام، إن لم يكن لأعوام مقبلة.