الحافلة - منتديات تراتيل شاعر

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

» ٌاليوم الوطني «  
     
..{ ::: فعاليات اليوم الوطني :::..}~
 
 



قصص - روآيات - حكايات ▪● ┘¬»[ روايات قصيرة | روايات تراثية | قصص حزينه |قصص مضحكة : تنحصُر هِنآ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 10-20-2020, 09:39 AM
شموع الحب غير متواجد حالياً
Saudi Arabia    
SMS ~
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1189
 تاريخ التسجيل : Mar 2016
 فترة الأقامة : 3105 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (05:33 PM)
 المشاركات : 946,205 [ + ]
 التقييم : 72359413
 معدل التقييم : شموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond reputeشموع الحب has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]
شكراً: 74,617
تم شكره 67,212 مرة في 41,083 مشاركة
جديد1 الحافلة




الحافلة


في مكانٍ ما بجانب البحر تتآنَس فيه بقايا حافلةٍ محترقة بالقمر، تسلَّم ضاحي العجوزُ عمَلَه كغفيرٍ مؤقَّتٍ بهيئة الطُّرُق والكباري لحراسة خامات ومعدَّات الرصف، تخطَّت ملامحُه الستين، تحكي تعاريجُ وجهه الأسمر ملاحمَ كبرى مع"لقمة العيش"، شُدَّ عودُه فلم يَنْحَنِ ظهرُه، لفظته السيارة سريعًا هو وصرته التي تحوي طعامَه الجافَّ وملابسه القليلة!

وقف يتأمَّل المكان لدقائق حتى عاجلتْه الرِّيح بصفيرها، وذهبت بعمامته، رفرفرت بعيدًا حتى اصطدمت بالحافلة، هاله هيكلُها الأسود، تقدَّم ببطء، قبض على صرته بقوة وتحفُّز، التقط العمامة ودار حول الحافلةِ يتفقَّدها، لم تطب له فكرة الدخول إليها، لم تجهز له غرفة خشبيَّة؛ فافترش الرمل واضعًا صرته تحت رأسه، استلقى على جنبه باتجاه البحر يشاهد أضواء السُّفن البعيدة، تقلَّب وأصبح قبالة الحافلة، انتفض مِن رقدته، وفرَك عينيه عدة مرات؛ فالحافلة كانتْ مُضاءةً بالكامل، ولم تَبْدُ عليها آثارُ الحريق؛ بل وخلف الستائر الخفيفة ظِلالٌ تتحرَّك، جرى ضاحي العجوز باتجاه البحر وغسَل وجهَهُ، ثم طمس رأسه كلَّه في الماء المالح.

صوتٌ قويٌّ اخترق الماء: ما بك أيها العجوز؟
أخْرَجَ رأسه بسرعةٍ مِن الماء، استدار ببُطءٍ، وجد نفسه في مواجهة شابٍّ يرتدي ملابسَ خفيفة، وعلى وجهه ابتسامة.

حَمْلَق فيه بذهولٍ: مَن أنت؟
الشاب مُستغربًا: مَن أنا؟! ما بك؟ شاهدتُك تجري و...!

قاطعه ضاحي بحِدَّة: سألتك: مَن أنت؟ ملامحك تبدو غريبةً، مؤكَّد أنك مِن طرف المقاول، لماذا تأخرت؟ كدت أُجنُّ هنا والأشباح تحتاطني، ويبدو أنها تسكن تلك الحا... الحا...

بتر حديثه وهو يشهد عددًا غيرَ قليل ينزل في بطء شديدٍ مِن الحافلة، دقائق وتناثر حوله رجال ونساء وأطفال.
تراجَع باضطراب: يا حفيظ.. يا حفيظ.. أنا لن أؤذيكم.. أنا غفير فقير، اضطرتني الظُّروف للعمل هنا، وهذا أولُ يوم عمل لي، أعدكم غدًا أعود لأهلي وأترك مكانكم، لكن لا تؤذوني، أرجوكم!

تقدَّم نحوه الشابُّ بهدوءٍ: اطمئنّ لن يُؤذيَك أحدٌ؛ فالجميعُ يحبُّك وأنا أكثرهم، هل تذكر لماذا؟! لأني كنت جوارك في الحافلة، والطريق الطويلة منحتنا فُرصةً طيبةً لنتجاذب أطرافَ الحوار قبل الحادثة.

اتسعت حدقتا ضاحي وأخذ يتمتم في هلع: الحادثة... الحادثة!
أومأ الشابُّ برأسه والحزن يبدو في قسماته: نعم، اصطدام الحافلة واحتراقها بمن فيها؛ أقصد: بنا نحن!
حملق فيه ضاحي ولم ينطق، فأكمل الشاب: الحقيقة نحن أشباح وأنت أيضًا شبح، هيَّا بنا إلى الحافلة قبل بزوغ الصبح.
صرخ ضاحي وتقدَّم نحوهم بحذر: أنا لست شبحًا، أنا موجود، أتكلَّم وأرى.

همس الشاب: لا تنفعل هكذا، اهدأ قليلًا، أنت لستَ شبحًا، نظر إليه العم ضاحي بانتباهٍ أكثر، وأكْمَلَ الشاب: أنت "جوست"، ضحك كلُّ المحيطين به.

غضب ضاحي، ولم يفهمْ سببَ ضحكهم، ندم الشابُّ واقترب أكثر منه وتصنَّع الجِدِّيَّة: تأتيك هذه النوبةُ كثيرًا منذ رحيلنا عن عالَمِهم، ولكن أرهقتَنا بعدم تقبُّلك للوَضْع الجديد.
فكَّر قليلًا، هل مِن السهل أن يقنعك الآخرون بغير ما تعتقد؟ لا بد أن تختبرَ ما تؤمن به.

لَمح ضاحي ضوءَ سيارةٍ قادمًا فوافقهم: أنا أصدِّقكم، ولكن اتركوني وشأني، وجرى مسرعًا باتجاه الطريق المرصوف، ومع اقتراب السيارة أشار لها واعتَرَض طريقَها.

في الصباح وقَف المقاول مُستغربًا أمام صُرةٍ على الرمال، ووجَّه حديثَه لمرافقه: أين الغفير الجديد؟ المعدَّات والخامات ستصل بعد قليل، انتظِرْهُ بضع ساعات، فإن لم يظهرْ أحضر غيره في الحال.

مشى خطوتين، ثم توقَّف: بالمناسَبة لا داعي لإنشاء كشك خشبي للغفير، أظن هذه الحافلة المتهالِكة تفي بالغرَض



hgphtgm





رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
 (10-21-2020),  (10-20-2020)
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحافلة

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

Forum Jump

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطالبة "الغامدي" تروي تفاصيل قيادتها الحافلة باتجاه جامعة الباحة وإنقاذ السائق شموع الحب مُوجز آلآنبآء ▪● 10 04-11-2019 08:14 AM
هل تصلي الصبح في الحافلة إذا كانت لا تتوقف إلا بعد خروج الوقت ؟ شموع الحب الفتاوى الشرعية ▪● 12 03-10-2019 11:30 AM
تعليم اللغة الصينية للمبتدئين - في الحافلة فاتن Special Language ▪● 23 02-24-2017 02:11 PM
معلمة الطائف": سائق الحافلة تحرش بي بقوة السلاح فاتن مُوجز آلآنبآء ▪● 16 02-09-2017 02:45 PM
طالبة الرابع الابتدائي أخرجت رأسها من الحافلة فهشمها عمود إنارة بالجموم MS HMS مُوجز آلآنبآء ▪● 9 12-22-2016 03:30 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:28 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

Security team

mamnoa 4.0 by DAHOM