10-18-2020, 06:46 AM
|
|
|
|
قول: يا ساتر، أنا عبد مأمور
• يا ساتر أو يا رب يا ساتر:
وهذه الكلمة منتشرة بين كثير من الناس، وهي تقال إذا أراد أحدهم الدخول على أهل
بيت، أو تقال إذا رأى حادثة أو شيئًا مروعًا، وهي كلمة خاطئة؛ لأن الساتر لغة:
هو الحاجز الذي يحجز ما وراءه، وهي ليست من أسماء الله الحسنى، وإنما الله تعالى
هو "الستير"؛ كما في الحديث.
فقد أخرج أبو داود والنسائي وأحمد - بسند صحيح - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الله حيي ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر)).
• أنا عبد مأمور:
فقد يفعل أحدهم فعلًا مخالفًا للشرع، فإذا أنكرت عليه ونبهته، فتجده يقول
لك: "أنا عبد مأمور"، وهذه عبارة خاطئة، فنحن جميعًا عبيد الله عز وجل؛ قال
تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].
فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، إنما الطاعة في المعروف.
وقد أخرج البخاري ومسلم عن علي رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعث جيشًا، وأمَّر عليهم رجلًا، فأوقد نارًا، وقال: ادخلوها، فأراد ناس أن يدخلوها
وقال الآخرون: إنا قد فررنا منها، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين
أرادوا أن يدخلوها: ((لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة))، وقال للآخرين
قولًا حسنًا، وقال: ((لا طاعة في معصية الله؛ إنما الطاعةُ في المعروف))، وكانت هذه الحادثة
سببًا في نزول قوله تعالى: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59].
يقول ابن كثير - رحمه الله تعالى - في تفسير هذه الآية: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 59]
أي: اتبعوا كتابه، و﴿ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [النساء: 59]؛ أي: خذوا بسنَّته
﴿ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]؛ أي: فيما أمروكم من طاعة الله، لا في معصية الله
فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، كما مر في الحديث: ((إنما الطاعة في المعروف)).
وروى الإمام أحمد عن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((لا طاعة في معصية الله))؛ (مختصر تفسير ابن كثير: 1/491).
وأخرج البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ((السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحَبَّ وكَرِه
ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية، فلا سمعَ ولا طاعة)).
فأهل السنَّة والجماعة متفقون على وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور، ما لم يأمروا بمعصية الله.
الشيخ ندا أبو أحمد
r,g: dh shjvK Hkh uf] lHl,v HHl,v shjvK r,g:
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:07 AM
|