يجمع السرير بالعمدان الأربعة بين الفخامة والتفرّد،
لما يوفّره من دفء وألفة وهدوء،
مع الحفاظ على الخصوصيّة.
وعلى الرغم من أنّ هذا السرير كلاسيكيّ وتقليديّ،
بامتياز، إلّا أنّه صمد أمام اختبارات الزمن،
وجدّد من نفسه مع مرور الوقت،
وارتدى في كلّ عصر حلّة مختلفة جعلت منه أنيقًا ومنسجمًا،
مع تفاصيل الديكور الأخرى،
وكأنّه واحة ملوّنة وملاذ أخير للنائم،
الذي يجد نفسه في عالم من الرفاهيّة يشبه حكايات الخيال.
قد نتفاجأ حين نكتشف أنّ سرير العمدان
الأربعة أكثر قدمًا ممّا كنّا نظنّ، لأنّ خبراء الديكور
يعودون به إلى القرن الرابع عشر،
حين كان اقتناءه مُقتصرًا على من يتمتّع بمكانة كبيرة
في المجتمع. ثمّ، أصبح سرير العمدان الأربعة
أكثر شيوعًا في القرن الخامس عشر،
لو أنّه ظلّ سريرًا ملكيًّا ورمزًا للنبلاء الذين أحبّوا
فكرة النوم في أسرّة مزخرفة بأربعة أعمدة
، ومُحاطة بستائر توفّر لهم قدرًا أكبر من الخصوصيّة.
وكان هذا مهمًّا بالنسبة لهم، لأنهم اعتادوا النوم
في قاعاتٍ كبيرةٍ مع مرافقيهم، من أجل
المزيد من الأمان. ومع استيقاظ الحاضرين
طوال الليل للقيام بمهام مختلفة،
زادت رغبة النبلاء في الحصول على المزيد من الخصوصيّة.
ولمجرّد البدء ببناء القلاع الكبيرة،
انتقل الغرض من أسرّة العمدان من ضمان الخصوصيّة في الليل
إلى الحصول على المزيد من الدفء في هذه البنايات الباردة،
حيث تساعد ستائر السرير المحيطة به في الحفاظ على الحرارة،
خلال الأشهر الباردة.
ثمّ، أُضيفت له بعدها تفاصيل أنيقة،
مثل: مراتب الريش والأقمشة الفخمة...
ما حوّل السرير إلى قطعة فنيّة نادرة.
في استرجاع التاريخ المُتعلّق بهذا النوع من الأسرّة
، يُقال إنّ لويس الرابع عشر كان يمتلك 413 سريرًا
مزخرفًا بأربعة عمدان، بينما اشتهرت الملكة
ماري أنطوانيت بامتلاكها لسرير مزخرف بأربعة
أعمدة كان حديث الناس في ذلك الزمان.
لكلّ سرير بصمته وأسلوبه
كانت أسرّة العمدان الأربعة مرغوبةً،
في القرون الماضية، بسبب الخصوصيّة والرفاهيّة
، اللتين يوفّرهما هذا النوع من المخادع للطبقات العليا من المجتمع.
وهي لا تزال تحتلّ مكانةً كبيرةً في عالم الديكور،
اليوم، أيضًا، بعد أن ظهرت بخطوط معاصرة وبأسعار معقولة.
كما أنّها وجدت طريقها إلى غرف نوم المشاهير والأثرياء،
ومنهم: جينيفر لوبيز والـ"ليدي غاغا".
ولا تزال هذه الأسرّة تتجدّد في كل موسم،
وتُثبت بأنّها قطع أثاث صالحة لكلّ الأوقات.
ولن تختفي أبدًا عن غرف الكبار، والصغار أيضًا.
الأسلوب الحديث والمعاصر
أصبحت هذه التصميمات الأكثر حداثةً وانسيابيّةً
، وهي مُتاحة لكثير من الناس في السنوات الأخيرة.
وتتميّز بالأعمدة البسيطة والخالية من الزخارف،
مع ستائر بأقمشة خفيفة وجميلة التفاصيل. وأحيانًا،
لا تُغطّى العمدان بالأقمشة،
وتبقى ظاهرةً للعيان من أجل المزيد من الأناقة،
وهذا النوع يُناسب الأماكن الصغيرة.
تمتاز هذه الأسرّة بالمظهر الكلاسيكي،
الذي لا يزال محتفظًا ببعض لمسات القرون الماضية،
ومنها العمدان المزخرفة والمصنوعة من أجود أنواع الخشب،
والستائر الثقيلة ذات الألوان الحارّة،
مثل: الأحمر والذهبي والبنفسجي والأزرق،
والمُزيّنة بالحبال الحرير التي تزيدها فخامةً.
الأسلوب الريفي
إنّه السرير الذي يشبه ما يستخدمه الأعيان والوجهاء
في ريف السويد أو دول البلقان أو بعض الدول العربيّة،
ويمتاز عادة بالطلة البسيطة والنظيفة، م
ع استخدام الأعمدة المصنوعة من الخشب المصقول أو النحاس
والستائر ذات الألوان الفاتحة، مثل: الأبيض والبيج،
الألوان التي تعكس جماليّة الطبيعة في تلك البيئات.
الأسلوب الرومانسي
يمتاز هذا النوع من الأسرّة باللمسات الحالمة،
التي تشبه ما نراه في قصص الخيال؛
ويمكن أن تزيّن العمدان بالإضاءة الخافتة
أو الورود وبطاقات الحبّ التي
تتدلّى من الجوانب. وهذا الأسلوب يترك للخيال العنان،
وكلّ الطرق يؤدي إلى الأجواء الرومانسيّة.
إيجابيات
لنبدأ أولًا بإيجابيات هذا النوع من الأسرّة، ومنها:
• في المساحات الكبيرة، يمكن أن يكون هذا السرير مثاليًّا
في تغيير "مزاج" غرفة النوم،
وتلوينها من خلال الضوء الذي يخترق أقمشة الستائر،
ويُحقّق جوًّا مُفعمًا بالألفة والدفء.
• يُمكن أن تُساعد هذه الأسرّة
في تنظيم درجة الحرارة في الغرفة،
من خلال التحكّم بالستائر المُحيطة بالسرير.
فخلال الجوّ الحارّ، ترفع الستارة. وخلال الجوّ البارد،
يُمكن الإبقاء عليها، كما أن اختيار خامات وألوان
الستائر يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق ذلك.
• لعلّ الميزة الأكبر لهذا النوع من الأسرّة، هو الحفاظ على الخصوصيّة،
من خلال إغلاق الستائر، وأيضًا التخلّص من الضوضاء وحجب الضوء
من أجل النوم في واحة صغيرة، والحصول على نوم هادئ.
• في المناطق الريفيّة أو الاستوائيّة،
يمكن استخدام سرير ذي أربع قوائم لتكون ستائره،
مثل: الشبكة، التي تقي من قرصات البعوض
، وغيره من الحشرات، وعادةً ما يستخدم سرير العمدان
الاربعة في منازل وفنادق العطلات الفاخرة،
في مثل هذه الأماكن.
ادرسوا الأمر قبل الشراء
إلى الإيجابيّات، فإنّ لهذا النوع من الستائر سلبيّات أيضًا:
• هذا النوع من الأسرّة "يبتلع" المكان،
لذا لا يمكن استخدامه في المساحات الضيّقة
ذات السقوف الواطئة والإضاءة القليلة،
لأنّه يثير الفوضى والإرباك في المكان،
ويُشعر النائم بالضيق والاختناق.
• تتطلّب أسرّة العمدان الأربعة جهدًا في التنظيف أكثر،
مُقارنةً بالأسرّة العادية، لأنّ عوارضها العلويّة تجمع الغبار
الذي نحتاج إلى إزالته، بانتظام،
بخاصّة مع وجود الزخارف والزينات.
كما أنّ ستائر هذا السرير بحاجة إلى التنظيف
من وقت إلى آخر، أسوةً بالشراشف والأغطية والوسائد.
• هذا النوع من الأسرّة ثقيل، وصعب التفكيك والتركيب،
لذا يجب تحديد المكان المناسب له، بالضبط،
كي لا نضطر إلى نقله من مكان إلى آخر، أو الذهاب
إلى اختيار النوع البسيط منه
والذي يكون سهل الاستخدام وخاليًا من التعقيدات.
• شراء هذا النوع من الأسرّة هو التزام طويل الأمد،
ولا بدّ من التأكد من الرغبة الحقيقيّة في اقتنائه،
واستخدامه طويلًا، وضرورة دراسة الأمر من كل الوجوه
قبل اتخاذ هذا القرار.