10-14-2020, 08:42 AM
|
|
|
|
|
التنمية البشرية والعقل الباطن
السؤال
أنا طالب علم في العقيدة ، وأعلم أن علم التنمية البشرية هو علم غير شرعي ، لا يجوز العمل به ، ولا تعلمه . وعندي استفسار هو : ما حكم من يعتقد بفكرة العقل الباطن ، هل هو خارج عن الملة ، أم إنه مذنب ، أم ما هو الحكم الصحيح فيه ؟
نص الجواب
الحمد لله.
نصيحتنا لك – وأنت طالب علم مختص في العقائد – أن لا تطلق الأحكام الشرعية مباشرة على الأسماء والألقاب المجملة ، التي يدخل في مضمونها العديد من التصورات والأفكار والنظريات ، وتنتشر مفرداتها على مساحة واسعة من التنوع والتعدد .
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وإنما تقع الشبهة لأن أكثر الناس لا يفهمون حقيقة قولهم وقصدهم ؛ لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة ، بل وهم أيضا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ويقولونه "
انتهى من " مجموع الفتاوى " (2/ 138) .
ويقول أيضا : " وأما الألفاظ المجملة : فالكلام فيها بالنفي والإثبات ، دون الاستفصال : يوقع في الجهل والضلال ، والفتن والخبال ، والقيل والقال ، وقد قيل : أكثر اختلاف العقلاء من جهة اشتراك الأسماء "
انتهى من " منهاج السنة النبوية " (2/ 217) .
فمصطلح " التنمية البشرية " يعرف بأنه " عملية توسيع القدرات التعليمية ، والخبرات للشعوب ،
والمستهدف بهذا هو أن يصل الإنسان بمجهوده ومجهود ذويه ، إلى مستوى
مرتفع من الإنتاج والدخل ، وبحياة طويلة وصحية ، بجانب تنمية القدرات
الإنسانية ، من خلال توفير فرص ملائمة للتعليم وزيادة الخبرات "
(موقع ويكيبيديا)
http://ar.wikipedia.org/wiki/تنمية_بشرية
فهو علم متكامل له حضوره في الجامعات العلمية والمراكز البحثية ،
تعتني به الأمم والدول والشعوب ، يساعد على رصد الواقع وحالته
العرضية أو المرضية ، للبحث عن الحلول الناجحة للارتقاء بالإنسان
في مختلف مجالات الحياة . والدول الحية تعمل اليوم جاهدة
على استصدار تقارير التنمية البشرية السنوية ، كما تصدرها
الأمم المتحدة على المستوى العالمي ، تبذل فيه جهودا هائلة
من الرصد والمتابعة ، وتحليل البيانات والإحصائيات ،
كل ذلك لغرض التطوير والتحسين .
وقد ظهرت فيه أيضا كتابات تنظر للتنمية بالمنظار الإسلامي الشرعي ،
كمثل كتاب الدكتور عبد الكريم بكار "مدخل إلى التنمية المتكاملة" ،
ومنها كتاب " الإسلام والتنمية الاجتماعية " للدكتور محسن عبد الحميد ،
من إصدارات المعهد العالمي للفكر الإسلامي .
وأصدر المعهد أيضا كتابا بعنوان
" فلسفة التنمية رؤية إسلامية " لمؤلفه إبراهيم أحمد عمر ،
وللباحثة سماح الغندور دراسة جامعية في الدراسات العليا
في جامعة غزة بعنوان " التنمية البشرية في السنة النبوية ".
ومن أهم البحوث المعدة في هذا الشأن كتاب
" المنظور الإسلامي للتنمية البشرية " لأسامة العاني ،
من إصدارات مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ،
تناول مفهوم التنمية من الجهة الاقتصادية ، وبين اهتمام الإسلام بها ،
وحرص على ذكر تطبيقات التنمية البشرية من السنة النبوية المطهرة .
وإنما يبقى الحديث عن " العقل الباطن " أو ما يسمى أيضا بـ " اللاوعي "،
فهو المصطلح المجمل الذي يحتمل – في نظرنا – احتمالين لا بد
من تفصيلهما وبيان كل منهما :
الاحتمال الأول :
هو مفهوم نشأ أول ما نشأ في فروع الطب النفسي ،
يقترب كثيرا من معنى " النفس "، أو " القلب "، أو " الإرادة "،
أو " الروع "، أو " الذاكرة "، ونحوها من المفاهيم التي نعرف
من معانيها قاسما مشتركا متعلقا بمخزن الأفكار والتصورات ،
والمشاعر والأحاسيس ، في النفس الإنسانية .
جاء في " موسوعة ويكيبيديا " على الإنترنت تعريفهم للعقل الباطن بقولهم :
" هو مفهوم يشير إلى مجموعة من العناصر التي تتألف منها الشخصية ،
بعضها قد يعيه الفرد كجزء من تكوينه ، والبعض الآخر يبقى بمنأى
كلي عن الوعي ، وهناك اختلاف بين المدارس الفكرية بشأن تحديد
هذا المفهوم على وجه الدقة والقطعية ،
إلا أن العقل الباطن على الإجمال هو : كناية عن مخزن للاختبارات
المترسبة بفعل القمع النفسي ، فهي لا تصل إلى الذاكرة.
ويحتوي العقل الباطن على المحركات والمحفزات الداخلية للسلوك ،
كما أنه مقر الطاقة الغريزية الجنسية والنفسية ، بالإضافة إلى
الخبرات المكبوتة ، القوانين الحاكمة "
انتهى.
http://ar.wikipedia.org/wiki/عقل_باطن
وجاء في "الموسوعة العربية العالمية" ـ في مصطلح "اللاوعي" ، وهو العقل الباطن :
" اللاوَعْي مصطلح في علم النفس لوصف العمليات العقلية والأفكار
والتصورات والمشاعر التي تدور في عقول الناس دون إدراك منهم . "
انتهى .
فمن أطلق " العقل الباطن " وأراد به هذه الأمور ، فلا حرج عليه في ذلك ،
ولا يلحقه ذم ولا تثريب ، من هذا الوجه ؛بشرط أن تكون تطبيقاته العملية مقبولة :
مما يشهد لها العقل والتجربة بالصحة والقبول ، وتتوافق مع أصول الشرع ،
أو ـ على أقل تقدير ـ : لا تصادمها ، ولا تخرج عن شيء من التصورات
والأحكام الشرعية ، وقد جرى استعمال هذا المصطلح على ألسنة
كثير من الكتاب والمفكرين والمصنفين الإسلاميين .
الاحتمال الثاني :
استعمال " العقل الباطن " على سبيل " المفهوم الفلسفي الباطني "،
بحيث يكون وسيلة للتواصل مع " الوعي الكوني "، يستقي منه معارف خاصة ،
وعلوما غيبية ، تماما كما هي نظرية ابن عربي ، الذي قرر مفهوم
انعكاس العلوم الغيبية – ومنها علوم اللوح المحفوظ – على النفس
الباطنة التي تجردت من عوارض البشرية عبر مجموعة
من الخطوات والممارسات .
ولا شك أن هذا باب من أبواب فساد الفكر والتصورات ،
وهي أساس العقائد الباطنية المنحرفة ، وسبيل للغواية والضلالة .
والإشكال أيضا يتطرق إلى مصطلح " العقل الباطن "
من جهة كثير من التطبيقات العملية عليه ، أكثر من المصطلح نفسه ،
لكن المصطلح غالبا ما يتأثر بفساد الممارسات ،
على الأقل لدى القطاع المؤمن بتلك الممارسات الخاطئة .
فبعض التطبيقات التي يمارسها المنتسبون إلى " البرمجة العصبية "
يشوبها الكثير من المجازفات التي لم يثبتها العلم الحديث ،
ولم يأت بها الشرع الشريف ، كدعوى علاج الأخلاق السيئة
والممارسات المشينة في جلسة واحدة يدخل فيها المعالج
إلى " العقل الباطن " فيستل الجزء الباعث على ذلك الخلق
السيئ المعين ، ويعيد البرمجة من جديد ليستبدل خلقا حسنا مكانه .
كل ذلك بكلام مرسل من غير إثبات تجريبي متزن
– كما هي سائر العلوم التجريبية – ولا مستند شرعي مقبول .
وكذلك دعوى " قانون الجذب " الذي يمكن " العقل الباطن "
من خلاله تغيير الأشياء من حوله ، من غير بذل للأسباب ولا عمل
بسنن الكون المعروفة ، ونحو ذلك من المبالغات التي لا ننكرها
جزافا بقدر ما ندعو المعتقدين بها إلى احترام العقل التجريبي
الذي هو شرط الإيمان بالتأثير الكوني ، بعد العقل الشرعي .
هذا ما يمكننا تأصيله في هذا المقام ، وقد قام بعض الباحثين المعاصرين
بجمع أمثلة على المفاهيم المغلوطة للعقل الباطن ،
hgjkldm hgfavdm ,hgurg hgfh'k hgfavdm hgf,gdm
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الحب على المشاركة المفيدة:
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 07:43 PM
|