اهتزّت ليبيا على وقع جريمة وحشية راح ضحيتها مهاجر نيجيري، تم حرقه حيا حتى الموت، وذلك في منطقة تاجوراء غرب العاصمة طرابلس الخاضعة لسيطرة قوات حكومة الوفاق، وذلك في أحدث انتهاك يتعرض له المهاجرون واللاجئون، يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها هؤلاء الذين جاؤوا إلى ليبيا للبحث عن حياة أفضل.
وفي التفاصيل، قالت وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، إن 3 ليبيين قتلوا مهاجرا نيجيريا بإشعال النار فيه في طرابلس، في حادث وصفته الأمم المتحدة بأنه "جريمة أخرى حمقاء ضد المهاجرين في البلاد".
وأضافت أنها ألقت القبض على الثلاثة المشتبه بهم في القضية، موضحة أنهم اقتحموا يوم الثلاثاء، مصنعا في منطقة تاجوراء بطرابلس، حيث يعمل مهاجرون أفارقة، احتجزوا أحد العمال وهو نيجيري وصبوا البنزين عليه وأشعلوا النار فيه، مشيرة إلى أنهم يحملون الجنسية الليبية. محاسبة المسؤولين
وتعليقا على ذلك، قال رئيس المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، في ليبيا فيدريكو سودا، على تويتر "لقد تم حرق الشاب حيا، في جريمة أخرى لا معنى لها ضد المهاجرين في البلاد"، مضيفا أنه "يتعين محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة".
ويعطي هذا الجريمة فكرة عن المخاطر التي يواجهها المهاجرون في ليبيا، سواء من المحتجزين في معسكرات خاصة بالهجرة أو من العاملين، والمعاناة التي ترافقهم منذ فرارهم من بلادهم بحثا عن الأمن والاستقرار وعن حياة أفضل.
من جانبها، قالت منظمة العفو الدولية (أمنيستي) في أحدث تقرير نشرته قبل أسبوعين، إن أوضاع المهاجرين واللاجئين، الذين يعانون بالفعل من انتهاكات شديدة في ليبيا، تفاقمت منذ ظهور فيروس "كورونا"، وأصبحوا محاصرين في حلقة مفرغة من القسوة دون أمل في إيجاد مسارات آمنة وقانونية للخروج.
مهاجرون في طرابلس - أرشيفية بيئة عدوة للاجئين والمهاجرين
كما أضافت المنظمة أن "ليبيا، الدولة التي مزقتها سنوات من الحرب، أصبحت بيئة تتسم بعداء أشدّ للاجئين والمهاجرين، فبدلا من توفير الحماية لهم، فإنهم يُقابلون بمجموعة من الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، ويلقى عليهم اللوم بشكل جائر الآن عن انتشار وباء فيروس كوفيد-19 بناء على آراء عنصرية للغاية وكارهة للأجانب".
والاثنين، دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إلى اتخاذ إجراء عاجل للتعامل مع "الأهوال التي لا يمكن تصورها" التي يواجهها المهاجرون الذين يحاولون عبور وسط البحر المتوسط، والظروف الرهيبة التي يواجهونها في ليبيا والبحر، وأيضا عند وصولهم إلى أوروبا.
وجاء هذا النداء الأممي بعد مهمة إلى مالطا، قام بها فريق من الخبراء لمدة أسبوع، حيث أجروا هناك مقابلات مع 76 مهاجرا، تحدثوا عن العنف المتكرر وانعدام الأمن الذي واجهوه في ليبيا.