تفسير ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ)
♦ الآية: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾.
♦ السورة ورقم الآية: سورة الحج (11).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي:
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾
على جانب لا يدخل فيه دخول متمكن
﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ﴾ خصب وكثرة مال
﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ ﴾ في الدين بذلك الخصب
﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ﴾ اختبار بجدب وقلة مال
﴿ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ﴾ رجع عن دينه إلى الكفر.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل":
قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾،
الآية نزلت في قوم من الأعراب كانوا يقدمون المدينة مهاجرين من باديتهم
فكان أحدهم إذا قدم المدينة، فصحَّ بها جسمه ونُتِجَتْ فرسه مهرًا حسنًا
وولدت امرأته غلامًا، وكثر ماله
قال: هذا دين حسن، وقد أصبت فيه خيرًا واطمأن إليه
وإن أصابه مرض، وولدت امرأته جاريةً، وأجهضت فرسه
وقل ماله قال: ما أصبت منذ دخلت في هذا الدين إلا شرًّا،
فينقلب عن دينه، وذلك الفتنة
فأنزل الله عز وجل: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾
كثر المفسرين قالوا: على شك، وأصله من حرف الشيء وهو طرفه
نحو: حرف الجبل والحائط الذي القائم عليه غير مستقر
فقيل للشاك في الدين: إنه يعبد الله على حرف
لأنه على طرف وجانب من الدين لم يدخل فيه على الثبات والتمكن
كالقائم على حرف الجبل مضطرب غير مستقر
يعرض أن يقع في أحد جانبي الطرف لضعف قيامه
ولو عبدوا الله في الشكر على السراء،
والصبر على الضراء، لم يكونوا على حرف
قال الحسن: هو المنافق يعبده بلسانه دون قلبه
﴿ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ﴾ صحة في جسمه، وسعة في معيشته
﴿ اطْمَأَنَّ بِهِ ﴾ أي: رضي وسكن إليه
﴿ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ﴾ بلاء في جسده، وضيق في معيشته
﴿ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ﴾ ارتد ورجع على عقبه إلى الوجه الذي كان عليه من الكفر
﴿ خَسِرَ الدُّنْيَا ﴾ يعني: هذا الشاك خسر الدنيا بفوات ما كان يؤمله
﴿ وَالْآخِرَةَ ﴾ بذهاب الدين والخلود في النار.
﴿ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ أي: الظاهر.
المرجع .. شبكة الألوكة
jtsdv ﴿ ,QlAkQ hgk~QhsA lQkX dQuXfE]E hgg~QiQ uQgQn pQvXtS)
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|