وقد أطلق عليها السكان أيضاً الحمراء أو ذات الجنان، وعاش بها البشر قبل الميلاد بأكثر من 300 عام، وكانت التجارة في الفاو هي نقطة وصل بين 7 حضارات هي سبأ وقتبان وحمير وحضرموت وفارس والعراق والبحرين؛ فالقوافل تخرج من مدن سبأ إلى نجران إلى الفاو ثم إلى الخرج ومنها إلى هجر ثم الرافدين وفارس.
وتأتي هذه القرية في قائمة ترتيب أقدم القرى الأثرية في العالم بعد أريحا الفلسطينية وقرية بجزيرة قبرص.
وحسب بعثات التنقيب، عُثر في الفاو على بقايا منازل المدينة وبقايا أسوار السوق وبعض المقابر وبقايا المعابد، كما عُثر في القرية على عدد كبير من آثار المياه من خلال 120 بئراً، فيما اهتم سكان قرية بالزراعة اهتماماً كبيراً، حيث حفروا الآبار الضخمة، وشقّوا القنوات السطحية التي تجلب المياه إلى داخل المدينة، فزرعوا النخيل والكروم وبعض أنواع اللبان والحبوب.
وأهم ما تميزت به بيوت قرية الفاو وجود شبكات للمياه النظيفة تخرج من المنازل وخزانات للفضلات، مما يدل على وجود مراحيض في الأدوار العليا.
كما عُثر في قرية الفاو على مجموعة مهمة من التماثيل أو أجزاء منها، فنجد التماثيل المعدنية والحجرية والطينية والخزفية، كما عُثر في قرية الفاو على قطع منسوجة من الكتان وصوف الأغنام ووبر الجمال.